مقدمة المؤلف
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الطاهر الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين.
وبعد:
فإن اليمن كان وما يزال من أهم المراكز التي احتفظت وتحتفظ بكنوز التراث الإسلامي المخطوط الشامل لمختلف فنون العلم، وقد تكون التراث اليمني عبر العصور، فحصلت اليمن على كتب التراث منذ العصر الإسلامي الأول، وامتازت القرون الثلاثة الأولى من الهجرة بانتشار مذاهب المالكية والحنفية والشافعية ثم الزيدية التي سادت الكثير من مناطق اليمن بتأسيس الإمام الهادي إلى الحق للدولة ونشره ومن بعده من الأئمة للمذهب، كما عمل الإمام أحمد بن سليمان المتوفى سنة566ه على استقدام كتب الزيدية والمعتزلة من العراق، ثم تبعه الإمام عبد الله بن حمزة المتوفى سنة614ه فأرسل دعاته إلى خارج اليمن لإكمال المهمة التي بدأها الإمام أحمد بن سليمان، كما أن أئمة الزيدية في اليمن منذ عصر الإمام الهادي إلى عصر الإمام أحمد حميد الدين قد أولوا العلم جل اهتمامهم، فألفوا ونسخوا وجمعوا آلاف الكتب وتميزت عصور الاستقرار في المناطق الزيدية بازدهار الحركة العلمية تأليفا وتدريسا ونشرا للكتب وتكوينا للمكتبات. وكذلك كان علماء اليمن بمختلف مذاهبهم ومدارسهم الفكرية وفي مقدمتهم علماء المذهب الشافعي، يهتمون بالعلم ويؤلفون وينسخون ويجمعون نفائس المخطوطات في خزائنهم ومكتباتهم عبر العصور والدول المتعاقبة، ويكفي اليمن فخرا أنه القطر الوحيد الذي احتفظ بتراث المعتزلة وإبداعهم الفكري... بينما أتلفه الآخرون.
Página 8