Libro de las Lámparas sobre los relatos del Elegido y el Aprobado
كتاب المصابيح من أخبار المصطفى والمرتضى
Géneros
section [الهجرة إلى الحبشة ودور جعفر بن أبي طالب]
[70] أخبرنا أبو أحمد الأنماطي بإسناده عن محمد بن إسحاق، عن رجاله، أنه لما أسلم حمزة وعرفت قريش أن رسول الله قد عز به وامتنع، وجعل الإسلام يفشو بمكة غدوا على من أسلم منهم فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش والرمضاء إذا اشتد الحر، وكانت بنو مخزوم تخرج بعمار بن ياسر وأبيه وأمه إذا حميت الظهيرة، فيعذبونهم برمضاء مكة، فيمربهم رسول الله فيقول: ((صبرا آل ياسر موعدكم الجنة)) .
فأما أمه فكانت تأبى إلا الإسلام فقتلوها، فلما رأى رسول الله ما يصيب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية لمكانه من الله -عز وجل- ومن عمه أبي طالب، قال لهم: ((لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم أحد عنده حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه))، فخرج المسلمون، وكانت أول هجرة، فكان عشرة أول من خرج، ثم خرج جعفر بن أبي طالب عليه السلام، ومعه امرأته أسماء بنت عميس الخثعمية، وولدت له عبد الله بن جعفر بأرض الحبشة، فأحسن النجاشي جوارهم.
فلما رأت قريش ذلك ائتمروا بينهم فبعثوا عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة، وعمرو بن العاص بهدايا للنجاشى وبطارقته .
وقال أبو طالب أبياتا للنجاشي يحضه للدفع عنهم، فقال:
ألا ليت شعري كيف في النأي جعفر .... وعمرو وأعداء العدو الأقارب
وهل نال أبواب النجاشي جعفر .... وأصحابه أم عاق ذلك شاغب
تعلم أبيت اللعن إنك ماجد .... كريم فلا يشقى لديك المجانب
في أبيات، وقال:
تعلم أبيت اللعن أن محمدا .... رسول كموسى والمسيح بن مريم
أتى بالهدى مثل الذي أتيا به .... فكل بأمر الله يهدي ويعصم
وأنكم تتلونه في كتابكم .... بصدق حديث لا حديث الترجم
وأنك ما تأتيك منا عصابة .... لفضلك إلا أرجعوا بالتكرم
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا .... فإن طريق الحق ليس بمظلم
Página 196