Lámparas Brillantes de Luces

Abdullah Ahmed Sharafi d. 1062 AH
234

Lámparas Brillantes de Luces

المصابيح الساطعة الأنوار

ثم قال سبحانه: ((هل في ذلك قسم لذي حجر (5) ألم تر كيف فعل ربك بعاد(6))) يعني سبحانه هل في الإقسام بهذه الآيات من الفجر والليالي العشر والشفع والوتر والليل إذا يسر مقنع في القسم لذي حجر، وذو الحجر فتأويله والله أعلم عند كل من يعرف اللسان العربي ويفهم فإنما يخرج على أنه ذو العقل، والعقل فمعناه في اللسان: الحفظ، ولذلك قيل: فلان عاقل لبيب يراد أنه حافظ للفهم وللصواب مصيب.

ومن الدلائل على أن العقل هو الحفظ بعينه في معناه وقصده وتبيينه قول جميع العرب إذا أراد حفظ البعير وتشديده بالحبال: يا فلان اعقل البعير بالعقال، يريدون بعقله حفظه بالعقال، وضبط الحفظ فهو العقل نفسه.

والحجر: فهو أيضا من حجر الشيء من الأشياء وحفظه، وأحاط بالشيء فلزمه مثل العقل بعينه في تفسيره وتبيينه، وذو الحجر فهو ذو العقل، وذو العقل: فهو ذو الحجر، وإنما يراد بذلك ذو الحفظ واللزوم للأمر المعقول المفهوم.

ومخرج هذه الأقسام التي ذكر الله في سورة الفجر عند قوله: ((إن ربك لبالمرصاد(14))) تخويفا منه تبارك وتعالى ووعيدا لعصاة العباد، وذلك ما ذكر فعله في النقمة لعاد إرم ذات العماد، والعماد: جماعة العمود، وقد جاء فيما جاء من الأخبار عن عاد أنهم كانوا يسكنون المظال التي ترفع بالعماد، والعرب تقول لمن يسكن المظال والأخبية ساكن العمود، فإن يكن ما ذكر من العماد سكناهم في بيوت العمد، فالعماد جميعها، وذلك فيما يفهمه كل أحد.

Página 247