Lámparas Brillantes de Luces
المصابيح الساطعة الأنوار
Géneros
ومثل قوله تعالى: ((ألهاكم التكاثر (1) حتى زرتم المقابر (2) كلا سوف تعلمون)) [التكاثر:1-3] إلى قوله: ((كلا لو تعلمون علم اليقين (5) لترون الجحيم)) أراد تعلمون علم اليقين لما ألهاكم التكاثر، فحذف الجواب لعلم السامع.
ومثل قوله تعالى: ((وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا)) [الإسراء:16] المراد به أمرنا مترفيها بالطاعة، ففسقوا فيها، ولا يغرنك ما ذكره صاحب الكشاف هاهنا من أن المحذوف هو الفسق المأمور به على المجاز، فإنه خلاف ما أجمع عليه أئمة أهل البيت عليهم السلام، وقد أمرنا بإتباعهم، ونهينا عن مخالفتهم، ألا تسمع كيف يقول فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ولا تخالفوهم فتضلوا) الخبر، كما مر الإشارة إلى ذلك من وجوب إتباعهم، مع أنه تفسير الكل من أهل التحقيق من غيرهم خلا ما أصر عليه صاحب الكشاف كما سيأتي ذلك إن شاء الله تعالى في موضعه من سورة السجدة.
ومثل قوله تعالى: ((فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا)) [المجادله:4] المراد من قبل أن يتماسا، كسبيله في العتق والصيام، والمعنى واحد، ومثل هذا موجود في كلام العرب، قال الشاعر:
عفا الله عنك كل شاة برجلها على نفسه يخطي الفتى ويصيب
أراد كل شاة معلقة.
Página 134