Lámparas Brillantes de Luces
المصابيح الساطعة الأنوار
Géneros
ومما نسخ التغليظ في النهي عن مخالطة اليتامى في النفقة والأكل معهم، وذلك قول الله تعالى: ((إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا)) [النساء:10].
وروي أنه لما نزلت هذه الآية امتنع المسلمون من قبول الوصايا في اليتامى أن يكفلوهم وخرجوا من مخالطتهم فنسخ الله ذلك التغليظ بقوله تعالى: ((ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم)) [البقره:220] يقول: لو شاء لضيق عليكم، وقال: ((من كان
غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف)) [النساء:6] المراد والله أعلم أنه من كان غنيا عن المخالطة فليستعفف عن المخالطة لهم، والأكل معهم، ومن كان فقيرا إلى ذلك فليخالطهم وليأكل معهم، ولا يتعمد الظلم لهم، والنقص لهم في مالهم، وقد اختلف في هذه الآية فمن الناس من حملها على ظاهرها وأجاز للوصي الأكل من مال اليتيم إذا كان الوصي فقيرا، وأن ينفق منه على نفسه ومن يلزمه نفقته، ومن الناس من قال يتناول منه ما يتناول المضارب من مال المضاربة على سبيل الأجرة.
Página 127