Lámparas Brillantes de Luces
المصابيح الساطعة الأنوار
Géneros
فنقول : ليس الأمر يتناقض وإنما أمره أن لا يجهر بكل الصلاة ولا يخافت بكلها وأمره أن يبتغي بين ذلك سبيلا، وقد ابتغى صلى الله عليه وآله وسلم سبيلا وهو أنه جهر بالقراءة في الليل وصلاة الفجر، وخافت بها في صلاة الظهر والعصر، ويجهر بالأذان والإقامة والتكبير وقوله: سمع الله لمن حمده، والتسليم في جميع الصلوات، وذلك مروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم في الأخبار المتظاهرة، وهو إجماع الأمة، وقد أمرنا الله بإتباعه فقال: ((وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)) [الحشر:7] فيبطل قول الباطنية.
الناسخ والمنسوخ
وأما الناسخ والمنسوخ فقال عليه السلام : اعلم أن في الكتاب ناسخا ومنسوخا، فمن المنسوخ ما نسخ حكمه، ولم ينسخ حفظه وكتابته وتلاوته، والأمة مجمعة على ذلك إلا فرقة ممن لا يعمل على قوله.
ومن المنسوخ ما ينسخ وجوبه وحرم فعله كالتوجه بالصلاة إلى بيت المقدس.
ومن المنسوخ ما نسخ وجوبه وبقي جوازه كصوم عاشوراء.
ومن الدليل على أن في الكتاب ناسخا ومنسوخا قول الله تعالى: ((ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)) [البقره:106] وفي هذا تقديم وتأخير أراد ما ينسخ من آية أو ننسها فلا ننسخها ونقرها على حالها قال الله تعالى: ((يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)) [الرعد:39] هي أصله والمحكم.
Página 117