ولا يجوز ذلك بالمخاشنة والمغالظة والذم، وقد قال الله تعالى
لموسى وهارون عليهما السلام حين أرسلهما إلى فرعون: }فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى{ [طه/44].
[الإيمان باليوم الآخر]
يجب الإيمان والتصديق والاعتقاد بالبعث من بعد الموت بعث الروح والبدن، وذلك ليجزي الله كل نفس بما كسبت، فمن كان من أهل الإيمان والتقوى فسينال الرحمة من الله، والرضوان والمغفرة والإحسان، وسيدخله الله تعالى برحمته جنات النعيم المشتملة على ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، وأنتم فيها خالدون، وفيها من النعيم ما لا يخطر على قلب بشر.
وقد اشتمل القرآن على كثير مما أعده الله تعالى لعباده المؤمنين التائبين، وكل ذلك حق لا بد من وقوعه }ما يبدل القول لدي{ [ق/29]، }إن الله لا يخلف الميعاد{، }ومن أصدق من الله حديثا{ [النساء/87].
وكذلك يجب التصديق والاعتقاد: أن من مات مصرا على العصيان والكفران فإن له جهنم خالدا فيها مخلدا في العذاب الأليم، وشراب الحميم، ومقطعات النيران، كلما نضجت جلودهم بدلهم الله جلودا غيرها ليذوقوا العذاب، وكل ما قدمنا مما لا خلاف فيه.
Página 43