«وأنت وليي، ووصيي، وقاضي ديني، ومنجز وعدي، وخليفتي من بعدي، وأنت تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين».
فسماه بهذه الأسماء كلها، وكل واحد منها اسم شرف، لأن كونه وليا لرسول الله، على أي معنى قلته فهو شرف، وكونه وصيا له شرف آخر لا مشاركة له فيه.
وقد قال في حديث آخر: «أنا سيد النبيين، وأنت سيد الوصيين».
وقوله: «وزيري» (1) تشبيه له بهارون، كما قال الله جل اسمه: واجعل لي وزيرا من أهلي هارون (2).
وقال فيه: «اللهم اشدد أزري بعلي، كما شددت أزر موسى بهارون».
وزعم المخالف أن هذا من باب المشترك، لأنه (صلى الله عليه وآله) قال لأبي بكر وعمر:
«لي وزيران في السماء، ووزيران في الأرض، اللذان في السماء جبرئيل وميكائيل، ووزيران في الأرض، يعني أبا بكر وعمر» (3).
فإن هذا لو صح، لم يكن في مثل ذلك ما ذكرنا، لأنا لم نقل لا وزير غيره، وإنما ذكرنا أن هذا الأسم اسم شرف وفضيلة، وليس من باب الألقاب، ولا يمنع من أن يكون له وزراء، وكل يشرف به.
وقوله: «ووصيي» تفرد بها ، [إذ] لا وصي له غيره، سواء قيل إنه في خاص نفسه أو في امته.
وقال فيه: «أنا سيد النبيين، وأنت سيد الوصيين» يعني به الوصي الذي بين (4).
وقوله: «قاضي ديني» مدح له خاصة، وخبر عن الغيب فيه، وأنه معتمده في
Página 75