Maratib
كتاب المراتب في فضائل أمير المؤمنين و سيد الوصيين(ع)
Géneros
ثم قوله (صلى الله عليه وآله) له عند الانصراف من الظفر والفتح، وقد مسح وجهه بكمه وعانقه: «لو لا أن الناس يقولون فيك مقالا، كما قالوه في المسيح (عليه السلام)، لكنت أقول فيك اليوم ما يستشفى بتراب قدمك، وفضل وضؤوك، لكن كفاك أنك مني وأنا منك، لحمك من لحمي، وعظمك من عظمي، ودمك من دمي، وجلدك من جلدي، والإيمان مخالط لحمك ودمك، وجلدك وعظمك، كما خالط جلدي وعظمي ولحمي ودمي، أنت أول من آمن بي، وصلى معي، وأول من جاهد معي، وأول من ينشق عنه القبر غدا من امتي، وأول من يكسى معي، وأول من يدخل الجنة معي، ومنزلك حذاء منزلي كمنزل الأخوين، أنت وليي، ووزيري، وخليفتي من بعدي، وقاضي ديني، ومنجز وعدي».
وفي هذا قوله: «أنت وليي» خبر عن غايته في نظائر هذه الكلمة، وقد كان يجوز أن يتغير حالته، فيكفر، أو يفسق في حياته أو بعده، فهذا القطع، ووجد مخبره على ما أخبر معجز، وهو معجز شائع.
وقوله: «وصيي» دليل على أن الرسول (صلى الله عليه وآله) وسلم يموت قبله، ويبقى علي (عليه السلام) بعده، وهو معجز ثامن، فقد كان يجوز أن يموت علي (عليه السلام) قبله أو معه.
التاسع: أن الرسول (صلى الله عليه وآله) وسلم يوصي، فلا يموت بلا وصية، فلو اتفق موته بلا وصية لكان الخبر كذبا.
والعاشر: أن الوصي يكون عليا.
وقوله: «وقاضي ديني» يدل على أنه يموت ويبقى علي، وهو الحادي عشر.
ويبقى، وأن له دين، وقد كان يجوز أن لا يكون، وهذا ثاني عشر.
ثم أن الخبر بان ذلك الدين يقضى، ثالث عشر.
وأن القاضي لدينه علي لا غيره، رابع عشر، فقد كان يجوز أن يقضي غيره، أو يبرءه صاحب الدين منه.
Página 142