اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم .
ثم استخفى حتى لا يرى النبي
صلى الله عليه وسلم
شيئا ولا يسمع شيئا، فيخرج من الغار وقد أخذه روع أي روع وهو في طريقه مسرع إلى أهله، ولكنه يسمع صوتا يناديه فينظر أمامه فلا يرى شيئا وينظر عن يمينه فلا يرى شيئا، وينظر عن شماله فلا يرى شيئا، وينظر خلفه فلا يرى شيئا؛ فيرفع رأسه فيرى ذلك الشخص الذي أتاه في الغار جالسا على كرسي بين السماء والأرض فيبلغ به الروع أقصاه، ويمضي أمامه لا يلوي على شيء حتى يأتي أهله مرتاعا مذعورا، يقول: «زملوني زملوني - أو دثروني دثروني - وصبوا علي ماء باردا.» فتفعل خديجة ما طلب إليها حتى يذهب عنه الروع. فيقول لزوجه بعد أن أنبأها نبأه: «لقد خشيت على نفسي.» تقول له خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق.
قال المحدثون ورواة السيرة: فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة - وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي - فقالت له خديجة: يابن عم اسمع من ابن أخيك.
فقال له ورقة: يابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله
صلى الله عليه وسلم
بخبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى
صلى الله عليه وسلم ، يا ليتني فيها جذع، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : «أومخرجي هم؟» قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا.
Página desconocida