148

Marah Labid

مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد

Investigador

محمد أمين الصناوي

Editorial

دار الكتب العلمية - بيروت

Número de edición

الأولى - 1417 هـ

Géneros

Exégesis

العذاب والسخط

واتقوا النار بأن تجتنبوا ما يوجبها وهو استحلال ما حرم من الربا وغيره التي أعدت للكافرين (131) وكان أبو حنيفة يقول: هذه الآية أخوف آية في القرآن حيث أوعد الله المؤمنين بالنار المعدة للكافرين إن لم يتقوه في اجتناب محارمه، وفي الآية تنبيه على أن النار بالذات للكفار وبالعرض للعصاة.

وأطيعوا الله فيما يأمركم به وينهاكم عنه من أخذ الربا وغيره والرسول لعلكم ترحمون (132) الذي يبلغكم أوامر الله ونواهيه فإن طاعة الرسول طاعة لله وسارعوا.

قرأ نافع وابن عامر بغير واو أي بادروا واقبلوا. وقرئ شاذة وسابقوا إلى مغفرة من ربكم أي إلى الإسلام- كما قاله ابن عباس- وإلى أداء الفرائض- كما قاله علي بن أبي طالب- والصلوات الخمس وإلى الإخلاص- كما قاله عثمان بن عفان- وإلى الجهاد- كما قاله الضحاك ومحمد بن إسحاق- وإلى التكبيرة الأولى- كما قاله سعيد بن جبير- وإلى جميع الطاعات- كما قاله عكرمة- وإلى التوبة من الربا والذنوب- كما قاله الأصم وابن عباس- وجنة أي فكما تجب المسارعة إلى المغفرة فكذلك تجب المسارعة إلى الجنة. فمعنى الغفران إزالة العقاب، ومعنى الجنة إيصال الثواب فلا بد للمكلف من تحصيل الأمرين عرضها السماوات والأرض أي عرضها مثل عرض السموات والأرض لو جعلت السموات والأرض طبقا طبقا، بحيث يكون كل واحدة من تلك الطبقات سطحا مؤلفا من أجزاء لا تتجزأ، ثم وصل البعض بالبعض طبقا واحدا لكان ذلك مثل عرض الجنة وهذا غاية في السعة لا يعلمها إلا الله تعالى أعدت أي هيئت الجنة للمتقين (133) ثم ذكر الله تعالى صفات المتقين فقال: الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله تعالى في السراء والضراء أي في حال الغنى والفقر أو في سرور وحزن، أو على وفق طبعهم وعلى خلافه كما يحكى عن بعض السلف أنه ربما تصدق ببصلة.

وعن عائشة رضي الله عنها أنها تصدقت بحبة عنب والكاظمين الغيظ أي الكافين غيظهم.

قال صلى الله عليه وسلم: «من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا»

«1» .

وقال صلى الله عليه وسلم: «من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه زوجه الله من الحور العين حيث يشاء»

«2» .

وقال صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة لكنه الذي يملك نفسه عند الغضب»

«3» .

Página 153