La mujer no es un juguete del hombre
المرأة ليست لعبة الرجل
Géneros
تأمل هذه الكلمة أيها القارئ وافهم عبرتها؛ كلمة منتجة.
عندما تكون في لندن أو باريس أو نيويورك أو روما عائلة مؤلفة من والدين وثلاث فتيات قد تجاوزن الثامنة عشرة، فإنك تجد أن الخمسة يكسبون، أو على الأقل أربعة يكسبون؛ لأن الأم قد تلزم البيت لخدمتهم.
أما في مصر فإن مثل هذه العائلة لا يعمل فيها غير الأب؛ ولذلك فإن دخله من عمله الفردي لا يكاد يكفي زوجته وبناته الثلاث، فهم يعيشون في عسر. وإذا وقع الأب في البطالة فإنهم يعيشون في جوع.
أما إذا وقع الأب الأوربي أو الأمريكي في البطالة فإن زوجته تعمل وتكسب، وبناته الثلاث يعملن ويكسبن. فلا جوع ولا عسر.
وإنتاج الشرقيين لهذا السبب دون إنتاج الغربيين. هم يعملون وينتجون رجالا ونساء، أما نحن فلا ينتج عندنا غير الرجال. وعلينا نحن الرجال أن نعول النساء والفتيات، وكثيرا ما نعجز عن ذلك. وكثير من فاقتنا السوداء، وبيوتنا البدرومية، ونحول أجسام أولادنا، وتفشي البلاجرة بين فقرائنا، يعود إلى هذا؛ إلى أن المرأة غير منتجة. ونحن لا نعلمها ولا ندربها على الإنتاج، ولا نلحقها بالمصنع أو المتجر كي تكسب.
وبالإيجاز نقول إن النظرة الغربية للمرأة هي أن تعمل وتنتج وتكسب كالرجل سواء، وأنها يجب ألا تلتزم البيت إلا وقت المرض أو الولادة، وعليها أن تخرج وتتعب وتعرق وتلهث وتصطدم بالدنيا وتتعلم من كوارثها.
ويجب أن تقع الكوارث بكل إنسان؛ لأنها ما دامت لا تقتلنا فإنها تعلمنا. هي تجربة نزداد بها خبرة وحكمة؛ أي نصير بها حكماء. وإنسان بلا كوارث هو إنسان أخضر، فج، ناعم، بليد، جاهل.
ولكن هذا الإنسان الأخضر الفج الناعم البليد الجاهل هو ما يريد الشرقيون لنسائهم. فهم يحمونهن في البيت، ويربئون بهن عن التلوث بأدران المجتمع. وهذه الحماية تحميهن من الكوارث، من التجارب، من الذكاء المدرب والعقل المفتوح، واكتساب الحكمة والبصيرة.
إن الغربيين يعرفون أن الإنسان ليس كرسيا نقعد عليه فيبلى وإنما هو جسم حي ينمو ويتعلم ويتدرب بالحركة والتفكير والجهد؛ ولذلك جعلوا نساءهم يعملن ويكسبن، وأشركوهن في الحكم والقضاء والتعليم والسياسة والعلوم والفنون.
أما نحن فإننا نحميهن في البيت حتى لا يتلوثن بالمجتمع، مع أن هذا المجتمع هو الذي نختلط به نحن الرجال فيربينا ويكسبنا القيم الاجتماعية التي يسميها بعضنا روحية.
Página desconocida