La mujer no es un juguete del hombre
المرأة ليست لعبة الرجل
Géneros
وهذه العقيدة عن الأرملة قد عمت الأمم القديمة، وبلغت أوجها من الخسة البشرية في الهند حين كانت الأرملة تحرق عقب وفاة زوجها.
وكلنا كما يقول أناطول فرانس «يولد وله لحية».
أي إننا نولد ونحن نحمل من التقاليد القديمة أعباء تجعلنا شيوخا ونحن في المهد. ومن هذه التقاليد احتقارنا للأرملة التي تعد خير طراز للمرأة ترشح للزواج. ومنها أيضا احتقارنا للمرأة، كائنة ما كانت، عذراء أو متزوجة.
وأستطيع أن أؤلف كتابا كاملا عن الأصل أو الأصول السحرية التي جعلت الإنسان القديم، الذي نرث نحن الآن تقاليده، يفصل المرأة عن المجتمع، ويستنجس الأرملة، ويحجب الزوجة. وليس هنا بالطبع مكان هذا البحث.
وقصارى ما أقول أننا نعامل المرأة في أيامنا بحكم التعاليم السحرية القديمة. وكل ما بيننا وبين أسلافنا الذين ماتوا قبل عشرة آلاف سنة أنهم كانوا يقولون إنها نجسة، وأما نحن فنقول إنها رقيقة لطيفة يجب أن نربأ بها عن مفاسد المجتمع. والنتيجة واحدة في الحالين، وهي استبعادها عن النشاط الاجتماعي والثقافي والإنساني.
إن للمرأة، كما للرجل، حقا في أن تحيا حياتها كما تريد. وإن لها حقا في التطور. وقصر حياتها على البيت هو إلغاء لإرادتها، كما هو تعطيل لتطورها.
إن ما تفهمه المرأة المصرية في عصرنا من الشرف هو الشرف الجنسي، ولكننا نحن الرجال نفهم أيضا معاني الشرف الأخرى في السياسة والصناعة والتجارة والأدب والاجتماع.
ونحن الرجال نصوغ حياتنا كما نشاء، ونختار الأسلوب والهدف. أما هي فقد حرمت ذلك.
ونحن الرجال نحيا في المجتمع، وهو بيتنا الكبير، بكل مركباته التي تثير أذهاننا وتربينا وتحركنا إلى التضحية والعظمة، هو مدرستنا، هو جامعتنا.
أما هي فتحيا في البيت. ولا تقل إن في البيت سعادتها؛ لأني لا أحترم المرأة لأنها سعيدة، ولكن لأنها حكيمة رشيدة. وهذا على فرض أن السعادة تغمر البيوت؛ لأن الواقع غير ذلك، وهو ما تخبرك به كل زوجة وكل أم.
Página desconocida