El Martirio de Husayn

Cabd Razzaq Muqarrim d. 1391 AH
56

ابن عباس إلى الخوارج بالنهروان فرجع بعضهم إلى الطاعة (1).

وحديث مناظرة ابن عباس مع الخوارج مذكور في آخر خصائص أمير المؤمنين للنسائي / 48.

وقال الشهاب الخفاجي ، المتوفى سنة (1100) ه : حديث النبي (ص): «تقتل عمار الفئة الباغية» ، وقد قتله أصحاب معاوية وكان مع علي (ع) بصفين ، وهو صريح في أن الخليفة هو علي (ع)، وأن معاوية مخطئ في اجتهاده. والباغية من البغي : وهو الخروج بغير حق على الإمام. وفي الحديث عنه (صلى الله عليه وآله): «إذا اختلف الناس ، كان ابن سمية مع الحق». وابن سمية : هو عمار ، كان مع علي (ع). وهذا هو الذي ندين الله به ، وهو أن عليا كرم الله وجهه على الحق ، ومجتهد مصيب في عدم تسليم قتلة عثمان (2).

وقال الشوكاني ، المتوفى سنة (1255) ه : في حديث أبي سعيد عن النبي (صلى الله عليه وآله): «تكون امتي فرقتين ، يخرج من بينهما مارقة يلي قتلهم أولاهما بالحق» دلالة على أن عليا (ع) ومن معه هم المحقون ، ومعاوية ومن معه هم المبطلون (3).

وحكى أبو الثناء الآلوسي المفسر عن بعض الحنابلة : التصريح بوجوب قتال الباغين ؛ لأن عليا (ع) اشتغل في زمان خلافته بقتال الباغين دون الجهاد ، فهو إذا أفضل من الجهاد. ثم ذكر ندم عبد الله بن عمر على تركه المشاركة مع علي (ع) في قتال الباغين ، ولم يتعقبه الآلوسي بشيء (4). وقال محمد كرد علي : ما خالف علي في البراءة من قتلة عثمان ، وقد كان قتلته من أكثر القبائل ، وكانوا عددا ضخما لا طاقة لعلي عليهم. ومن المتعذر عليه أن يسلمهم أو بعضهم ؛ وهم عضده ولو كان يعرفهم بأعيانهم. وقد وقعت المسألة على غير رضاه ، وليس من مصلحته أن يستهدف لغضب عشائر كثيرة تقوم بنصرته اليوم. وكان علي (ع) يحلف بالله أن بني امية لو أرادوا منه أن يأتيهم بخمسين

Página 81