241

ثم إنه ركب جواده وأخذ القربة ، فأحاط به أربعة آلاف ورموه بالنبال فلم ترعه كثرتهم ، وأخذ يطرد اولئك الجماهير وحده ولواء الحمد يرف على رأسه ، ولم يشعر القوم أهو العباس يجدل الأبطال أم أن الوصي يزأر في الميدان؟! فلم تثبت له الرجال ، ونزل إلى الفرات مطمئنا غير مبال بذلك الجمع.

ودمدم ليث الغاب يعطو بسالة

إلى الماء لم يكبر عليه ازدحامها

ولما اغترف من الماء ليشرب ، تذكر عطش الحسين ومن معه ، فرمى الماء (2) وقال :

يا نفس من بعد الحسين هوني

وبعده لا كنت أن تكوني

تالله ما هذا فعال ديني (3)

ثم ملأ القربة وركب جواده وتوجه نحو المخيم ، فقطع عليه الطريق ، وجعل يضرب حتى أكثر القتل فيهم وكشفهم عن الطريق وهو يقول :

لا أرهب الموت إذا الموت زقا (4)

حتى اوارى في المصاليت لقى

وسمعت العالم الفاضل الشيخ كاظم سبتي رحمه الله يقول : أتاني بعض العلماء الثقات وقال : أنا رسول العباس (ع) إليك ، رأيته في المنام يعتب عليك ويقول : لم يذكر مصيبتي شيخ كاظم سبتي ، فقلت له : يا

Página 268