Maqasid Caliyya
المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية
Géneros
واحترزنا بالإشراق عن الحرارة، فإنها لا تطهر ما تجففه من النجاسات اتفاقا، ولقول الصادق (عليه السلام): «ما أشرقت عليه الشمس فقد طهر» (1)، واقتصارا بالرخصة على موضع اليقين ومدلول النص، لكن متى أشرقت الشمس على شيء رطب طهر ظاهره وباطنه إذا جف الجميع بسببها، مع اتصال النجاسة واتحاد الاسم كالأرض التي دخلت فيها النجاسة.
واحترزنا باتصال النجاسة عن وجهي الحائط إذا كانت النجاسة فيهما غير خارقة له وأشرقت على أحدهما، فإنه لا يطهر الآخر؛ لعدم الاتصاف وإن اتحد الاسم.
وباتحاد الاسم عن الأرض والحائط النجسين إذا أشرقت على أحدهما وإن كانت نجاستهما متصلة، ومثله الباريتان النجستان إذا كانت إحداهما فوق الأخرى وأشرقت الشمس على العليا، فإنها تطهر ظاهرا وباطنا دون الأخرى.
(و) كذا تطهر (النار) ما أحالته رمادا أو دخانا أو فحما على أحد الوجهين، لا خزفا على أصحهما، خلافا للشيخ والعلامة على أحد قوليهما حيث أجرياه مجري الرماد (2).
ويندفع بعدم خروج الخزف عن مسمى الأرض، كما لا يخرج الحجر عن مسماها مع أنه أقوى تصلبا منه، وهما متساويان في علة الصلابة، ومن ثم جاز السجود عليهما مع اختصاص محله بالأرض التي لا تخرج بالاستحالة ونباتها بشرطية.
(والاستحالة) وهي التي تبدل الصورة النوعية وانتقال الماهية إلى صورة أخرى، واكتساب اسم مباين للأول، وذلك كاستحالة النطفة حيوانا طاهرا، واستحالة العذرة وشبهها ترابا، لكن لو كانت رطبة ونجست التراب ثم استحالت لم يطهر التراب المتنجس بطهرها، فلو امتزجت بقيت الأجزاء الترابية على النجاسة، والمستحيلة أيضا؛ لاشتباهها بها، إلا أنها تصير منجسة لا نجسة، فتقبل التطهير.
وصيرورة الماء النجس بولا لحيوان مأكول اللحم أو جزء من الخضراوات المستقية
Página 154