في صنف من البشر ، يعيشون البطر ، له أموال كالجبال ، وآمال كأعمار الأجيال ، قصور تشاد ، كأنها لن تباد ، وحدائق غناء ، وبساتين فيحاء .
وفي صنف آخر فقير ، في دنياه حقير ، لا يملك الفتيل ولا القطمير ، يبحث عن الرغيف ، وينام على الرصيف ، ولقلبه من خوف الفقر رجيف .
في أهل العافية يمرحون ، وفي نعيمهم يسرحون ، وبما أوتوا يفرحون . وفي أهل البلاء ، وفي أصحاب الضنك والشقاء ، في ظلمات المحيطات ، وفي متاهات الغابات ، وفي مجاهل الفلوات . أرض تمتد بلا بشر ، صحار قاحلة ليس فيها شجر ، وعوالم موحشة ما يسكنها بدو ولا حضر .
نجوم تسقط ، وكواكب تهبط ، ونيازك تلتهب ، ترمي بشرر ولهب ، مجرات سمية ، ومنازل قمرية ، حدائق بأثواب الحسن تسر الناظرين ، ومشاهد في الكون جميلة تأخذ ألباب المبصرين ، رياض أنيقة تسرح فيها الغزلان ، باقات من الورود بهيجة يلعب بها الولدان .
Página 21