138

Maqamat

مقامات القرني

Géneros

إن كنت عربيا فهو أفصح من سحبان ، وإن كنت أعجميا صار أنطق من الهرمزان، يسمعك وليس له أذنان . إن نمت نام ، وإن قمت قام ، وإن جوعته صام ،وإن أهملته هام

متحذلق يقظ فإن أرسلته

بتار أعناق الأنام بلفظه

أجرى لعاب رحيقه من صدره

سلاب أفئدة الملوك بسحره

والقلم بيانك ، وهو طوع بنانك ، وهو حاضر الفكر ، كثير الشكر ، صاحب ذكر ، إن حمله اللوذعي ، وكتب به العبقري ، سالت أودية بقدرها ، وانبجست عين من حجرها ، وإن صحبه البليد ، وخط به الرعديد ، كثر عثاره ، وتبلد حماره ، وحجب عيونه غباره ، يوافق المزاج ، في الاستقامة والاعوجاج ، والثبات والارتجاج ، مسدد إلا إذا غضب ، ومليح إلا إذا عتب ، وفصيح إلا إذا حجب ، إذا انتهى زاده ، ونفذ مداده ، وقف جواده ، هونوا عليه اللوم وأقلوا ، فانه لا يمل حتى تملوا ، إن لقنته حكمة وعاها ، وإن أرسلته إلى ذاكرة أخرج منها ماءها ومرعاها ، وهو الذي سطر الحكمة تسطيرا ، فلم يغادر منها قليلا ولا كثيرا ، ولا صغيرا ولا كبيرا ، وإن قصد أحدا بالأذى فلن تجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ، يرقص على نبضات قلبك ، فإن أوقفت الإملاء نادى اذكرني عند ربك ، فذكرك غذاؤه ، وكفك حذاؤه ، ومدادك ماؤه ، وجيبك وعاؤه ، يعرف طريق النجاة ، وهو عظيم الجاه ، يعذر ولو جئنا ببضاعة مزجاة ، إن غلطت غلط ، وإن جهلت ركب الشطط ، لا يغفل الشكل والنقط .

Página 38