وقال آخر
انظر إلى النبق الذي ... فيه الشفاء لكل ذائق
فكأنه في دوحة ... والليل ممدود السرادق
ذهب تبهرجه الصيارف ... فصار حبًا للمجانق
وقال آخر
تفاءلت لكي تبقى ... فأهديت لك النبقا
فلا زلت ولا زلنا ... وفي النعمة لا تشقى
الخوخ Pronus Spinosa
وما أدراك ما الخوخ بارد في آخر الأولى رطب في مبدأ الثانية، ينفع الأبدان اليابسة الحارة الواهية، جيد للمعدة الحارة يقطع اللهيب والعطش ومضاره ويشهي الطعام، ويزيد في الباه والإغتلام، ويطفئ الحرارة المطلقة وينفع المحموم وقت صعود الحمى الحادة إذا كانت غبًا خالصة أو محرقة. وورقه إذا دق وعصر وشرب مرات متوالية أسهل حب القرع والحيات وإذا ضمد به السرة قتل ما في البطن من الديدان، وإذا دلك به بعد الطلاء بالنورة طيب الأبدان، ودهنه ينفع من الشقيقة ومن أوجاع الأبدان والأذان.
وكم فيه للشعراء من تشبيهات حسان قال الشاعر
وخوخة بستان ذكي نسيمها ... من المسك والكافور قد كسبت نشرا
مليسة ثوبًا من التبر نصفها ... مصاغًا وباقيها كياقوتة حمرا
وقال آخر
وخوخة جمعت طعمًا ورائحة ... ومنظرًا يا له من منظر حسن
فيها من الطعم أصناف مضاعفة ... طعم الفواكه مجنى من الغصن
وفي وسطها عجوه تشفي إذا عصرت ... من كل داء جرى في الرأس والبدن
أضحت شفاء وريحانًا وفاكهة ... زين الفواكه في الأمصار والمدن
وقال آخر
كأنما الخوخ على دوحه ... وقد بدا أحمره العندمي
1 / 35