وقال آخر
وتفاحة من كف ظبي أخذتها ... جناها من الغصن الذي مثل قده
بها لين عطفيه وطيب نسيمه ... وطعم لماه ثم حمرة خده
وقال أخر
الخمر تفاح جرى ذائبا ... كذلك التفاح حمر حجد
الكمثري
وما أدراك ما الكمثري بارد في الثانية رطب في الأولى، يشاكل التفاح في طبيعته ولكن التفاح خير منه وأولى، ويقوي القلب والمعدة من الاعتلال، ويقطع القيء والعطش والإسهال، ومن اشتدت حرارة معدته والتهبت وارتفعت عن درجة المبرودين وذهبت حصل له به نجاح، ولم يحتج منه إلى إصلاح. قال بعضهم: إن الكمثري أسرع إنهضاما من التفاح، وما يتولد منها في البدن أحد منه وأقرب إلى الإصلاح. وقال قوم: إن أكلها على الريق يضر بآكله ويسيء بفاعله. وخصه ابن البيطار بمن أكل على سبيل اللذة والغذاء، لا على سبيل الحاجة والدواء، فأما للداء فهو على الريق أفضل وأجدر، لأنه بعد الطعام مطلق وزائد في ضعف المعدة وأوقى، والحامض من الكمثرى دابغ للمعدة، زائد في الشدة مشه للأكل، مدر للبول، وشرابها وبزرها للمعدة يشدان، وللإسهال الصفراوي يقطعان ويسدان. وقد شبهه الشعراء بالنهد والسرة وناهيك بحسن هذا التشبيه في المسرة. قال شاعر:
وكمثري تراه حين يبدوا ... على الأغصان مخصر الثياب
كثدي مليحة أبدته تيها ... له طعم ألذ من الشراب
وقال آخر
حبا بكمثراية لونها ... محب زائد الصفرة
يشبه نهدا لثيب قعدت ... وهي لها إن قلبت سرة
1 / 33