202

============================================================

أمتسه. فاعرفه.

ويطالب هؤلاء الشردمة عن1 زلة الأرواح لزلة واحدة، أم زلات مختلفة متبائنة؟ فإن كانت زلة واحدة، فلم اختلفت الأشخاص ولم تباينت الهمم؟ وإن كانت زلات مختلفة متباينة، فعرفونا اختلاف3 [157] الزلات في العالم البسيط، وكيفية تباينها نريكم فساده. ويطالب هؤلاء القوم أيضا بأن الأرواح لما سبقت منها الزلة وهبطت إلى هذا العالم، أهي جعلت لنفسها أشخاصا حلتها واتحدت ها، أم جعل الله لهم تلك الأشخاص؟ فإن جعلت لنفسها الأشخاص التي حلثها ونزلت فيها، فما أشرفها من زلة حصلت منها القدرة على اختراع الأشخاص العحيبة البديعة الي تعجز الأرواح الجزئية" عن تصورها واختراعها. وإن كان الله تعالى حعل للأرواح التي سبقت منه الزلة أشخاصا تحلها وتنزلها فلان، جعل ذلك ثوابا لها أشبه من أن يجعل ذلك عقابا، إذ بالأشخاص ظهر شرف الأرواح.

ومن تفكر في بنية الحيوان، والمنافع المحمولة فيها، والمقصود منها، اشتبة عليه، ولم يحكم فيها بأنها معذبة بتناسخ أرواح البشر فيها. وذلك أن الثيران قد هيأها الخالق، وسوى خلقتها موافقة لآلة الحرث والزرع، والحمر مهيأة لحمل المحمولات.

والجمال كذلك، والخيل للحرب، وكذلك الفيلة. والأغنام مهيأة لما فيها من منافع الحم والألبان والأسمان والأصواف5 لمصلحة البشر. وما في كل شيء منها من المنافع والمصالح التي ها قوام العالم.

فقال تعالى ذكره: (والأنعلم خلقها لكم فيها دفء ومنفع ومنها أكلون، ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون، وتحيل أثقالكم إلى بلد 1 ز: من.

2 كما في ز، وفي ه:او.

3 ز: با اختلاف [باختلاف].

، ز: الجزوية.

كما في ز، ولي ه: والصولف.

Página 202