============================================================
تعالى1 أعلم [118] وأحكم من أن يخرج العقل إلى استراحة واستكبسار ، إذ قدسه عن التعسب والنصب، وطهره عن المثل والشكل. وإذا لم يحتج إلى استراحة واستكبار، بقي خاضعا لمبدعه من غير فترة. وإذا ثبت له الخضوع بقيت الخلقة على هيئتها. وإذا ثبت البقاء للخلقة رفع عنها الفساد. وإذا رفع الفساد عنها زال التغير منها.2 فقد صح أن العقل أخضع الخلائق لمن أبدعه وأظهرة.
فاعرفه.
ومن شدة خضوع العقل للمبدع أن النفس تخضع للفوائد المحضة العقلينة خضوعا، لا يكون لها استراحة إلى غيرها، ولا استكبار عن قبولها، بل تضير مع الفوائد العقلية المفاضة عليها شيء واحد. وكيف تستريح النفس إلى غير فوائنده التي أفاض عليها، وها يرفع عنها تعبها ونصبها؟ أم كيف تستكبر عن قبولها، ولا تحد ها مثلا ولا شكلا تستقو عليه؟ بل كثيرا ما تكون النفس تستعين بالفوائد الي اكتسبقها في الإحاطة بما ليس للافاضة المحضة العقلية عليها فيها سبيل. فتقع ها على محض الصواب ودرك الحق، فحينشل تخضع لها كخضوعها للفوائد العقلية المحضة . وإنما يقع الخضوغ للنفس للافاضة العقلية، لأن جوهر العقل حوهر الخضوع والانقياد. وليس للعقل خضوغ إلا الخضوغ للمبدع الحق الذي أبدعة لا من شيء فقد صح أن العقل أخضع الخلائق لمن أبدعه وأظهره. فاعرفه.
وغاية الخضوع أن يسكن الخاضع على هويته، فلا يرفع طرفه إلى (119] من تخضع له إحلالا له، وتعظيما لمرتبته. ووجدت العقل أول معلول ظهر من كلمة المبدع، حل جلاله، قد سكن على هويته لما فيها من الغنية والكمال. فلا يرفع طرفه إلى إثبات مبدعه إثبات مشار، بل في كل قصد رز: حل ذكره.
2 ز: عنها.
3 كما صححناه. في ه: استكبارا، وفي ز: الاستكيار.
ز: وقت قصد.
Página 156