============================================================
مقدمة التحقيق كما أن البلخي كان يضيف على ما ذكره السابقون إضافات لم يقفوا عليها، فمثلا كانت توجه إليه أسئلة حول آراء بعض المذاهب، فكان يراسل أصحاب هذه الآراء أنفسهم ويسألهم عنها.
والبلخي خبيؤ في الاختلافات بين المذاهب كما ذكر في ترجمته: ويقول عنه ياقوت الحموي: "وناهيك من فضله وتقدمته إجماع العالم على حسن تآليفه من الكتب الكلامية، وتصانيفه الحكمية التي بذت أكثر كتب الحكماء، وصارت ملاذا للبصراء، وعمدة للأدباء، ونزهة في مجالس الكبراء التي هي أشهر في ديار العراق منها في ديار خراسان. وأئمة الدنيا مولعون بها، مغرمون بفوائدها..."(1).
ويقول القاضي عبد الجبار عنه: "وكان أبو علي يفضل البلخي على أستاذه أبي الحسين"(2).
وربما أجاب البلخي في كتابه عن آراء أهل الكلام ومذاهبهم إلى زمانه - القرن الثالث الهجري- ويتناول الآراء ووجهات النظر التي شهدها بنفسه، وكذلك الاختلافات التي ظهرت في زمانه، وأفرد بالذكر بعض المواضيع تحت عناوين وهذا الكتاب يعطينا صورة ملخصة عن الفكر الإسلامي في القرون الثلاثة الأولى، سواء فيها الموضوعات التي كانت محل النزاع؛ لذلك لا يعتبر مصدرا فقط للموضوعات التي كانت محل النزاع في تلك الفترة؛ بل إنه يعتبر أيضا مصدرا للمواضيع التي لم تناقش والتي لم يتم تناولها في ذلك الوقت. ونجد أن الكتاب لم يتضمن المواضيع التي اشتهرت في القرون التي بعده، مثل: مسألة المهدي، ونزول (1) معجم الأدباء للحموي، (1491/4).
(2) فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة للقاضي عبد الجبار، (ص 297).
Página 7