============================================================
مقالات البلخى قالوا: ولو جاز أن يكون شيء لا يقوم بنفسه يحفظ ويكتب له أجزاء وهو عربي غير محدث ما كان لنا على الدهرية الذين لا يقرون بالكتاب والشنة واجماع الأمة حجة في أن السماء والأرض وسائر المحدثات محدثة، لأنا إنما نحتخ عليهم في ذلك إذا أنكروا القرآن والسنة وإجماع الأمة باحتمال هذه الأشياء للزيادة والنقصان، وبأنها تتجزا، وبأنها محدودة محتاجة إلى من يقيمها ويحفظها وبما أشبه ذلك، فلو وجدث هذه الدلائل في شيء ثم صح أنه ليس بمحدث ما دلت في غيره أنه محدث، ولهم حجخج كثيرة لم يجز أن نأتي عليها؛ لأن كتابنا هذا ليس كتاب محاجة، وإنما أردنا أن نذكر جملة.
وقال هشام بن الحكم ومن ذهب مذهبه: إن القرآن صفة لله لا يجوز أن يقال: إنه مخلوق ولا إنه غير مخلوق؛ لأن الصفات لا توصف، هكذا الحكاية عنه، وهو الواجب في قياد قوله.
وسمعت من يحكي عنه أنه كان يقول: القرآن خالق وليس بمخلوق.
ورأيث من يذهب هذا المذهب من أهل زماننا.
وقال أبو عبد الله محمد بن شجاع ومن تابعه من الواقفة: إن القرآن كلام الله وحيه وتنزيله وأنه محدث كان بعد أن لم يكن وبالله كان وهو أحدثة، وامتنعوا من إطلاق القول بأنه مخلوق، وإن كانواقد أتوا بمعناه، واحتجوا فيما امتنعوا منه بأن السلف لم يطلقوه، وبأنهم لم يستجيزوا (1) أن يسموا القرآن باسم من عندهم.
وقال الحشؤ المنتسبون إلى الحديث وهم النابتة: إن القرآن كلام الله عز (1) في الأصل: لم يستجيزون.
Página 270