============================================================
الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة وحكي عنه أنه كان يقول: إنها شيء أو إنها معدومة أو موجودة أو معلومة أو مجهولة؛ لأن كل هذا وصف، والصفات عنده لا توصف.
وإليه تذهب الحشوية ويريدون عليه بأن يقولوا: إن الله لم يزل بصفاته التي هي علمه وقدرته وكلاثة، ليست الله ولا غيره ولا بعضه.
وناظرث رجلا بخراسان من المجبرة ممن يدعي التوحيد في خلق الأفعال، فزعم أن لها جهات، وليس يجوز أن يقال: إنها هي، أو هي غيرها أو بعضها، ولكنها جهاث في الحقيقة دون المجاز. واحتج بصفات الذات، فزعم أن لله صفات، ليس يجوز أن يقال: هي هو، ولا غيره ولا بعضه، وليست كلام الله الذي وصف بها نفسه ولا كتابه ولا كلام عباده الذي هم وصفوة به ولا كتابهم، قال: فكذلك جهات الحركة.
قلث: فهذه الصفة أشياء قال: وليس يجوز أن يقال: إنها أشياء، وكذلك الجهات. فلا أدري يقول بهذا في الصفات سائر المجبرة أو لا يقولونه، وقائل هذا عندي وافق هشاما من حيث لا يشعر أو جاوزه في الإحالة.
القول في الشخط والرضا والولاية والمحبة: قالت المعتزلة جميعا ومن وافقها من أهل التوحيد: إن ذلك أجمع في 511 صفات الفعل وإنها محدثة، وإن الله لا يسخط ولا يرضى ولائعادي ولا ئوالي إلا عند وجود الأفعال التي تستحق ذلك.
وقال سليمان بن جرير: إن الله لم يزل ساخطا على من علم أنه يغضبه، راضيا عن من علم أنه يطيعه، مواليا لمن يوجد مسن أوليائه، معاديا لأعدائه، وان العبد قد يكون مؤمنا والله ساخط عليه معاد له إذا كان ممن يكفر في آخر
Página 259