============================================================
الفن الثاني: فرق آدل القبلة وهم يستحلون ذلك، فبرئ ميمون ممن استحل بيعها، ووقف سائر من في البيت فلم يقولوا بتحليل ولا تحريم، وكتبوا إلى علمائهم يسألونهم عن ذلك، فأفتوا أن بيعها حلال وبأن يستتاب أهل البيت من توقفهم في ولاية إبراهيم، ومن أجاز ذلك، وبأن يستتاب ميمون، وبالبراءة من امرأة كانت معهم وقفت، فماتث قبل ورود الفتوى، فأبى من كان وقف من أهل البيت أن يبرؤوا منها، وأن يتوبوا من الوقف، وثبتوا عليه، فسموا الواقفة، وبرئث منهم الخوارخ ثبت إبراهيم على رأيه في التحليل لبيع الإماء من المخالفين، ولا أعلم أن له أصحابا لهم لقب، وكذلك ثبت ميمون فيما أحسب على قوله في التحريم والبراءة ممن استحل، ولا أعلم له أصحابا ولا لقبا/ .
الومن الخوارج صنف آخر يقال لهم: الواقفة، وهم الضحاكية ويقال لهم: أصحاب النساء، ولست أدري نسبوا إلى الواقفة الذين ذكرناهم أم أفرد لهم هذا اللقب، ومما تفردوا به أنهم أجازوا أن يزوجوا المرأة المسلمة عندهم من كفار قومهم في دار التقية، كما يسع الرجل منهم أن يتروج الكافرة من قومه في دار التقيق فأما دار العلانية ودار حكمهم فلا يستحلون ذلك، فبرئث منهم الخوارج، ومن هؤلاء الضحاكية فرقة وقفت فلم تبرأ من فعله، وقالوا: لا نعطي هذه المرأة من حقوق المسلمين شيئأ ولا نصلي عليها إن ماتت ونقف فيها ومنهم من بريء منها.
واختلف هؤلاء في أهل دار الكفر عندهم: فقالوا: هم كفار عندنا إلا من عرفنا إيمانه بعينه، ومنهم من قال: أهل دار خلط، ولا نتولى إلا من عرفنا، ونقف عمن لا نعرف، وتولى بعض هؤلاء بعضا على اختلافهم.
Página 147