مشترك في مجالس آل محمد
--------------
وكيسم اليوم قرية تقع في قلب غابات جميلة في منطقة سهلية من محافظة جيلان
وقد زرنا المنطقة قبل سنة
وسألنا عن المزار وبحثنا عنه كثيرا
فوجدنا هناك مزارا عظيما يسمي الناس صاحبه بعبدالرضا
ونحن على ثقة أن المزار هو للإمام أبوالرضا الكيسمي على حسب مواصفات تاريخية وجغرافية.
وعلى الأسف ليس الآن بحوزتي صورة من المزار.
أتمنى أن أزودكم بالصورفيما بعد.
إن شاء الله.
***
عندي ملاحظة في خصوص نسب الإمام أبوالرضا الكيسمي المذكور في كتاب التحف شرح الزلف لسيدي مجدالدين المؤيدي:
فإن السيد مجدالدين المؤيدي ذكر نسبه هكذا:
الإمام أبو الرضا الكيسمي بن مهدي بن محمد بن خليفة بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الإمام الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش.
ولكن مع مراجعة المصادر نرى أن نسب هذا الإمام لم يذكر في المصادر المعتبرة القديمة!
قال الإمام المنصوربالله عبدالله بن حمزة في الرسالة العالمة:
((السيد الإمام أبوالرضا عليه السلام كان بناحية جيلان في بلدة كيسم، وكان محييا لعلوم الناصرية عمر الله آثارهم مجاهدا للبغاة والظلمة في إحياء دين الله، وكان فقيها بارعا، مصنفا في فقه أهل البيت عليهم السلام وسيره وطرايقه مستحسنة مشهورة، فجمع عليها في عصره كل أهل المعرفة.))
وجاء في رسالة يوسف بن أبي الحسن الجيلاني الذي وصل في سنة 607 الهجرية إلى الفقيه عمران بن الحسن المعاصر للإمام عبدالله بن حمزة في اليمن، قال فيه:
((وكان في أرض جيلان إذ ذاك (زمن الهادي الحقيني) قائم بالأمر من جهة الحسين الناصر من أولاد الناصر للحق عليه السلام اسمه المعروف بكنيته أبوالرضا الحسيني الكيسمي وهو المدفون الآن بكيسم قرية معروفة بجيلان وكان الحسين الناصر إذ ذاك مقبوضا إلى رحمة الله تعالي.
...
نعم! ولما استشهد الهادي رضوان الله عليه تمحصت ذروة الإمامة للإمام أبي الرضا الكيسمي رضي الله عنه فاعتلى عليها ودعا الخلائق إلى نفسه واستولى على جميع أقطار جيلان وديلمان إلى حدود طبرستان وكانت المملكة القاسية الجائرة إذ ذاك في ديلمان لآل جوي كانوا ناصريين في الدعوى فرعونيين بالغشم والظلم كسالوك في زماننا فنابذهم الإمام أبوالرصا منابذة علوية حسينية حتى طال عليهم الأمد وحدثت أنه رضوان الله كان ذات يوم جالسا من مسجد من مساجد جيلان في قرية يقال لها املش، فأراد بعض آل جوي الهجوم عليه فتكا وتهيآ وقال: اليوم أفقأ عينا للإمام فهجم على الإمام بقضة وقضيضة فوثب الإمام وأصحابه فكان في أصحابه صاحب يقرأ في إصلاح المنطق فرماه الظالم بمزراق فاتقاه الصاحب بكتاب الإصلاح ثم عطف على الظالم بالمزراق فضربه على عينه ففقأه بغيرة الله تعالى...
ولم يعش بعد الإمام الهادي عليه السلام إلا قليلا ثم قبضه الله تعالى إلى رحمته في بلد كيسم ومشهده هناك معروف مزور والحمد لله.))
فإن نسب الإمام أبوالرضا لم يذكر في أي من المصدرين.
وأما النسب الذي جاء في التحف فقد ذكره يوسف بن أبي الحسن صاحب الرسالة لإمام آخر وهو الإمام الناصر الرضا المعاصر للإمام أبوطالب الأخير والذي تنحى عن الإمامة لصالحه.
قال:
((أما الناصر الرضا رضي الله عنه فهو الرضا الناصر والناصر لقبه ولقب آبائه إلى الناصر للحق عليه السلام وهو الرضا بن مهدي بن محمد بن خليفة بن محمد بن الحسن بن أبي القاسم بن الناصر الكبير.
ومن أخباره أنه بعد ما صار عالما بأصول الناصر للحق عليه السلام وفروعه وبلغ فيه مبلغ العلماء ارتحل إلى عتبة الشيخ أبي حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي رحمه الله.
وإنما قلت رحمه الله لأن شيخنا أبا منصور بن علي بن إصفاهان قال: إنه صح أنه مات زيديا والفقيه أبومنصور كان في زمرة الناصرية كالنبي في أمته وكان تلميذا لابيه علي بن إصفاهان وكان أفضل من ابنه أبي منصور بدرجات وكان تلميذا للرضا الناصر رضي الله عنه وهو كان تلميذا لمحمد الغزالي رحمه الله.
وكان الناصر الرضا هذا اراد الحج وكان في قلة زاد فكتب الغزالي معه بكتاب حمله إلى الخليفة ببغداد يستمنح للناصر الرضا وهذه نسخة الكتاب...
....
ثم ارتحل الناصر الرضا رضي الله عنه من عتبته إلى برهجان من أرض جيلان فاقتصد واشتغل بالتدريس في فقه آل محمد صلى الله عليه وعليهم وكان مجتهدا في جميع أصناف العلوم واختار على نفسه للإمامة أبا طالب الهروني الأخير وسنذكر اخباره فيما بعد إن شاء الله تعالى وكان يقتي أنه لا يشترط كون الإمام مجتهدا إلا في الأحكام الشرعية في الأبواب السياسية حسب. وكان زاهدا خشنا طاهر الذيل من صغره إلى كبره وقد بلغنا أنه لا يشؤع في الحكايات المباحة بل كان يضع كمه على فيه حتى إذا سئل أو قرىء عليه شيء بين على وفق الشرع ثم يضع كمه على فيه ويسكت. وكان يطوف كل سنة في زيارة الزهاد والعباد وعاش على طريقة الطاهرة في نفسه مقتصدا في بيته ثم قبضه الله تعالى إلى رحمته في برهجان ومضجعه هناك مزور معروف.))
وتحياتي
Página 48