============================================================
قال: فقلت له: فإن قال غيرك مثل ما قلت في علم الله سبحانه فقال: إن الله لم يقل مخلوقا ولا غير مخلوق، وسلك في العلم مسلكك في الكلام؟!
قال: فقال: والله لوقال ذلك أحد لقسمته بسيفي: قال فقلت له: ولم؟
قال: لأنه لو كان مخلوقا لكان قبل أن يخلق العلم جاهلا؛ لأن ضد العلم الجهل.
قال فقلت له: فكذلك لا يقال في الكلام مخلوق لأنه لو كان مخلوقا لكان موصوفا قبل خلقه بضده وهو الخرس، ومالزم في العلم لزم مثله في الكلام.
ودليل آخر: إن العلم لا يعدو إحدى منزلتين: - إما أن يكون صفة فعل كان من الله عي، فمن شك في خلق ذلك فهو كافر(2).
اواما أن يكون صفة ذات](2) كعلم الله وقدرته، ومن شك فلم يذر ذلك مخلوق أو غير مخلوق فهو كافر.
والكلام لا يعدو هاتين المنزلتين، فالواقف شاهد على نفسه بأنه تارك للقول الحق حتما"(3).
(1) وهذا واضح لأن كل مفعول مخلوق، أي موجود بعد العدم. وهذا يبين خطر القول بأن الكلام القائم بذات الله تعالى صفة فعلية حادثة بذاته، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
(2) هذا النقص من الكلام يقتضيه السياق والتقسيم.
(3) رياض النفوس (ج2/ ص72، و()
Página 14