〈وبالجملة فان〉 هذه الأمور كلها وما جرى | مجراها، لما كان الانسان 〈حياته كلها تستعملها〉، كانت تشهد بأنه ليس شىء من الأشياء أخص من الانسان من بين سائر الحيوانات من الاستطاعة. والأمر فى أن العادة، ان كانت مبدأ لنا لنكون بها على حال 〈ما〉، وكنا نختار بها اختيارات مختلفة، فمن البين أنا بالعادات نصير بحال ما وأكثر العادات 〈تكون الينا〉. وذلك أنه وان اعتاد الانسان فى أول أمره، وهو بعد صبى، عادات رديئة، فان الناس بأجمعهم، اذا كملوا فى السن، نظروا بطبعهم 〈الجميل〉.
فانه ليس يوجد أحد، وهو على الحال الطبيعية، لا يفهم ما الأمور المتسوية الى العدل وما المستوية الى الجور وما الأمور الجميلة وما القبيحة. ولا يذهب عن أحد أيضا 〈أنه〉 من الاعتياد يصير قوم مختارين وفاعلين اما للأمور الجميلة 〈أ〉و القبيحة. وذلك أن الذين يريدون أن يتعلموا شيئا ويتدربوا به انما يفعلون غرضهم فيه بالعادات لمعرفتهم لقوة العادات بمنال ما قصدوا اليه.
Página 207