قام الرفيق بالبحث عن عمل مناسب لجاسر وبعد طول مدة البحث يجد هناك حانوتا يبيع الخبز ،، يتحدث مع صاحبه أن يوجد عملا لجاسر لديه ... صاحب الحانوت يدعي أن جاسر صغيرا ولايمكنه الوثوق بمقدرته بالتعامل مع زبائنه ... وبعد محاولات مستميتة من الرفيق يقبل صاحب الحانوت تشغيله بمسمى صبي مجاود وأن راتبه سنويا ... ويفرح الفتى جاسر بالعمل ... وبداء عمله ، لم يكن بائعا فقط بل حمالا ومنظفا .. وكانت فترات عمله تبتدئ مع تباشير الصباح الباكر وتنتهي في ساعة متأخرة من الليل ... صاحب الكشك أو الحانوت وفرله مأوى ينام به وهو زاوية في دهليز منزله .. وكان يحذره بأن عليه أن لايطلب ماء أو يتكلم مع النساء ، وأحيانا يكلفه بالقيام بنقل قطعا من أثاث المنزل .. حيث النساء كن يأمرنه بقولهن له يايماني أفعل كذا .. وأمضى جاسر شهران بالعمل المضنى والمنهك .. صاحب الحانوت يشكو لرفيق جاسر أنه كثير الأكل وأنه يأكل كثيرا من الأرغفة بالحانوت .. وكان من المعروف أن الأجير مثل جاسر يقدم له الطعام مجانا من قبل صاحب العمل ... ومضت المدة ولم يقبض شيئا من أجره وعندما سئل عن مكافأته ،، أجيب أن عليه الإنتظار حتى ينتهي العام ... وهكذا أمضى جاسر فترة من الشقاء والتعب والعمل الجائر دون أن يتقاضى شياء ولا أمل له حتى ينقضي العام .. سنة كاملة عليه الإنتظار وتجرع كأس الذل والشقاء ... يرجع جاسر لرفيقه طالبا منه إخراجه من هذه الورطة ، لامال ولاطعام ولامأؤى .. وإهانات .. بكى جاسر المغترب البائس أمام رفيقه مرددا لاأريد الغربة .. أريد العودة لأمي ...
Página 100