What is Permissible and Forbidden in Animals

Ahmad ibn Imad al-Aqfahasi d. 808 AH

What is Permissible and Forbidden in Animals

منظومة فيها ما يحل ويحرم من الحيوان

Investigador

محمد خير رمضان یوسف

Editorial

دار البشائر الإسلامية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1428 AH

Ubicación del editor

بيروت

Géneros

Fiqh Shafi'i

لقاء العشر الأواخر

بالمسجد الحرام

(٨٥)

منظومة فيها

ما يحل ويحرم من الحيوان

للإمام شهاب الدين أحمد بن عماد الأقفهييِّ

(٧٥٠ - ٨٠٨ هـ)

رحمه الله تعالى

تحقيق

محمد خير رمضان يوسف

أسهم بطبعه بعض أهل الخير من الحرمين الشريفين ومحبيهم

دار البشائر الإسلامية

1

جَمِيعُ الْحُقُوقِ مَحْفُوظَةٌ

الطَّبْعَةُ الأولى

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦م

شركة دار البشائر الإسلامية

لِلطِّبَاعَةِ وَالنَّشْرِ وَالتَّوْزِيعِ ش. م. م.

أسَّسَهَا الشَّيْخُ رَمْزِي ومَشْقِيَة رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى سَنَةَ ١٤٠٣هـ - ١٩٨٣م

بَيْرُوت - لُبْنَانُ ص. ب: ١٤/٥٩٥٥

هَاتِفُ: ٧٠٢٨٥٧

e-mail: bashaer@cyberia.net.lb

فَاكس: ٧٠٤٩٦٣ / ٠٠٩٦١١

2

مقَدّمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدنا محمد، وعلى آلِهِ وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين.

هذه منظومةٌ في الفقهِ لأحدِ أعلامِ الإِسلام، الإِمام شهاب الدين أحمد ابن عماد الأقفهسي، تقعُ في (٤٠٠) بيت، تشتملُ على حلِّ المأكولِ من الأطعمةِ وما لا يحلُّ.

كنتُ أظنُّ أنها نظمٌ لكتابهِ:

((مختصر التبيان فيما يَحِلُّ ویَحْرُمُ مِنَ الحَيَوان))

وقد تبيَّنَ أنها كذلك، بالإضافةِ إلى مائة بيت في أصنافٍ أخرى من الحلالَ والحرام. وفيها إضافاتٌ أخرى في الحيوان، وآراءٌ لم أجدها في الكتاب المذكور، فصار بذلك نظماً متميِّزاً، أساسه ذلك الكتاب.

وهو بالأحرى ((متن))، لو قُيِّضَ له من يشرحهُ، ويقارنهُ بالمذاهبِ الأخرى، مع وضع الأسماءِ الحديثةِ للحيواناتِ التي عُرفتْ بأَسمائها القديمة، وتقديم النظريات الجديدةِ في سلوكِ الحيواناتِ المشكوك في حلِّها، لَيتبيَّنَ حكمها أكثرَ ويترجَّح .. لأسدى خدمةً جليلةً للفقهِ الإِسلامي، ووضعَ لبنةً مباركةً، لتقريبِ العلومِ الشرعيةِ، ووضعها بين يدي الأجيال

3

المعاصرة، مع أن المؤلف بذلَ جهدَهُ لتقديم مادةٍ متكاملة في موضوعه، من إيرادِ أصنافِ الحيوانِ في البرِّ والبحرِ والجو، منها ما لا يخطر على البال، ويصعبُ بيان حكمِهِ جدًّا .. ثم التعريفِ بِه وبسلوكه، وما قالَهُ أئمةُ الشافعيةِ في حكم لحمه، وذكرِ الاختلافِ الواردِ فيه، ومقارنتهِ ببعضِ المذاهبِ الأخرى أحياناً ..

وكان العزمُ متجهاً إلى تحقيقِ كتابهِ مختصر التبيان فيما يَحِلُّ ويَحْرُم مِنَ الحَيَوان بعد تجميع نسخهِ المخطوطة، وخاصةً عندما علمتُ أم مؤلفَهُ رتَّبَ أسماءَ الحيواناتِ على الحروفِ الهجائيةِ وبيَّن حكمها، فيكونُ بذلك معجماً أو قاموساً يسهل الوصولُ إلى المطلوب فيه.

لكن حكاية الحصولِ على صورِ المخطوطاتِ ما زالتْ مأساة في الدول العربية. فبينما حصلتُ على نسخةٍ له من جمعية المقاصد الخيرية في لبنان بسهولة، ونسخةٍ من الجامعة الأردنية (أصلها من جامعة ييل)، تبيَّن أنهما مختلفتان، وأن الأولى منظومة، والأخرى مختصر ... وحاولتُ الحصول على نسخةٍ من دارِ الكتبِ القطرية فلم أفلح، وأرسلت لها نسخاً من صورِ مخطوطاتٍ خاصة رجاءً إرسالها بالمقابل، ولكن أيضاً دون جدوى، بل دون جواب! وبقيتُ أنتظرُ عسى أن أحصلَ على نسخةٍ أخرى لهذه أو تلك.

ثم تفاجأت بأن الكتابَ صدر محققاً في صورةٍ تجاريةٍ مشوَّهة، فيه تحريفٌ وأخطاءٌ في النصوصِ وأسماءِ الأعلام والحيوان، وأخطاءٌ مطبعيةٌ لا تحصى. ولم يذكر المحقّقُ النسخة التي اعتمدَ عليها، ولا عمل فهارسَ علميةً للكتاب ... (١).

(١) كتاب التبيان لما يحل ويحرم من الحيوان / أحمد بن العماد الأقفهسي؛ حققه محمد حسن محمد حسن إسماعيل - بيروت: دار الكتب العلمية، ١٤١٦ هـ، ١٩٢ ص.

4

والمهمُّ أن موضوعَ الحلالِ والحرامِ - عن الحيوانِ خاصة - استأثرَ باهتمام المؤلف، وأخذَ منه جهداً، ومرَّ فیه بثلاث مراحل :

* أَلَّفَ كتاباً كبيراً بعنوان «أحكام الحيوان» كما وردَ في أكثر من مصدر.

* اختصرَ الكتاب السابقَ ورتبَهُ على حروفِ المعجم، وسمَّاهُ: «مختصر التبيان فيما يَحِلُّ وَيَحْرُمُ مِنَ الحَيَوان»، ولكنَّ المطبوعَ صدرَ بدون أن يسبقَه كلمةُ «مختصر»، وإنما أرادَ المؤلفُ أن يميِّزَهُ عن كتابهِ الأول، أو أن يبيِّن أنه «مختصر» حقًّا.

*«منظومة»، وهي هذه. ولا أعرفُ ماذا سمَّاها المؤلف.

فالنسخةُ التي حصلتُ عليها أوَّلاً وحقّقتُ منها (أ) ورد في أولها: «هذا كتاب فيه منظومة ابن العماد رضي الله عنه تشتمل على حلِّ المأكول من الأطعمة وما لا يحل». ووردَ عنوانها في فهرست المخطوطات: «منظومة ابن العماد رضي الله عنه تشتمل على حل المأكول من الأطعمة وما لا يحل، المعروف بكتاب التبيان فيما يحلُّ ويحرم من الحيوان».

وهي نسخة أصلية، موجودة في مكتبة المعهد العالي للدراسات الإِسلامية بجمعية المقاصد الخيرية الإِسلامية في بيروت رقم ٦/١٨٠، تقع في ثماني ورقات، في كل وجهٍ (٢٥) بيتاً. ووردَ في آخرها: «تمت هذه الأبيات بحمد الله وعونه وحسن توفيقه على يد الفقير إلى الله تعالى سليمان بن محمد سحلول الإِدلبي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين ولمن دعا لهم بالمغفرة والرحمة، وصلَّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. تم ذلك». وليس فيها تاريخ النسخ، وقد يكون بعد عصرِ المؤلفِ بقليل. وإدلب مدينة في سورية قريبة من حلب.

5

أما النسخةُ الأخرى (ب) فهي نسخةُ دارِ الكتبِ القطرية، وهي بعنوان: «التبيان فيما يحلُّ ويحرمُ من الحيوان». وقد وصلتني صورتها بعد سبع سنوات من تحقيقها، بعد أن انتظمت في سلسلة العشر الأواخر المباركة، حيث بادر أخي الحبيب، الوجيه الحنبلي، الشيخ محمد بن ناصر العجمي حفظه الله، إلى طلبها وتأمينها بواسطة أخيه الشيخ فيصل بن يوسف العلي، فعدتُ إليها من جديد، وقارنتُ بين هذه وتيك.

وأوَّل هذه النسخة يوافق أول النسخة السابقة، وكتبت بقلم معتاد بخط حسين بن محمد صالح علي البرودي سنة ١٢٨٧ هـ، ١ - ٢٥ ق، ١٤ سطراً، ١٦,٥ × ١١ سم، رقمها ٤/١/٨٤٧.

ولكنها - مع الأسف - نسخة سقيمة كثيرة الأخطاء، وهي من النوع الذي يُستبعد إذا تعدَّدت النسخ، ولذلك لم أُشر إلى مفارقات النسختين وأخطاء هذه إلاَّ عند الفائدة أو الضرورة.

والعنوانُ السابقُ للنسختين الذي أُطلقَ على هذه المنظومة هو نفسُه الذي أُطلقَ على ((مختصر التبيان ... ))، التي ذكرت مواضع نسخها في مقدمة كتاب ((القول التمام في آداب دخول الحمام)) للمؤلف.

وقد تحيَّرت في أمر تسميةِ هذه المنظومةِ بعد أن تركها المؤلفُ بدون عنوان، أو أنه أبقاهُ على العنوانِ السابقِ لكتابه المختصر. وفي المنظومة - كما ذكرت - زيادةُ (١٠٠) بيت تقريباً في موضوعاتٍ أخرى من الحلالِ والحرام.

ثُمَّ اتَّجه الرأي إلى تسميتها بـ: ((منظومة الأقفهسي فيما يَحِلُّ ويَحْرُمُ مِنَ الحَيَوان))، فإنه بهذا يتميَّزُ بكونه «منظومة»، وأن أغلبَ موضوعاته، أو مادتَهُ الأساسية هي فيما يحلُّ ويحرمُ من الحيوان. واللهُ الموفق.

6

وأُشيرُ إلى أنَّ العالم الفاضل أحمد بن محمد الطبلاوي (ت ١٠٨٠) قد قام بشرح هذه المنظومة وسمّاها: فتح الرحيم المنَّان بشرح نظم التبيان فيما يحرم من الحيوان.

والمؤلفُ أحدُ أئمةِ الشافعية في القرن الثامن الهجري، يُعرفُ بابن العماد، ونسبته إلى أَقْفَهْس بلدٌ من أعمال البهنسا بمصر، ثم سكن القاهرة. وليَ التدريسَ ببعضٍ مدارس منية ابن خصيب. وهو كثيرُ الاطلاع والتصانيف، مهرَ وتقدَّم في الفقه، وَاتَّسعَ نظرهُ فيه. وكان كثيرَ الفوائد في فنونٍ عديدة، حسنَ الصحبة، دمثَ الأخلاق. توفي سنة ٨٠٨هـ قبل أن يبلغ الستين من عمره.

وقد أوردت عناوين أكثر من خمسين كتاباً من تصنيفه في مقدمة كتاب القول التمام في آداب دخول الحمام له، الذي وفقني الله لتحقيقه أيضاً.

والحمد لله أولاً وآخراً.

محمد خير رمضان يوسف

ذو الحجة ١٤٢٦ هـ

7

8

أول المخطوطة (أ)

9

آخر المخطوطة (أ)

10

ورقة العنوان (ب)

11

آخر المخطوطة (ب)

12

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه أستعين

الحمدُ للهِ على النَّعيم حمداً يوافي نعمةَ الرحيم

والشكرُ للهِ على أيدٍ مضتَ نَعْجَزُ(١) عن إحصائها قد كَثُرَتْ
أشهدُ فيه مُؤْقِناً بأنَّهْ هو الغنيُّ كم له من مِنَّهْ
هو الذي قدْ خلقَ الأنام تفضُّلاً وخَوَّلَ الإِنعاما(٣)
فكلُّ ما في أرضهِ مباحُ إلَّا الذي قد خصَّهُ الجُناحُ(٤)
وربّنا الصادقُ في المقالة قد مَنَّ بالتوفيق والرسالة(٥)
على لسانِ المصطفى محمَّدٍ أصدقِ خلقٍ لهجةً في بلدٍ
بعد اتِّساع الخلقِ في الجهال تفضُّلاً كي يحذروا مُحَالَهْ(٦)
وأنه لَهْوَ الغنيُّ عَنَّا تكرُّماً أرسلَهُ ومَنَّا(٧)

(١) في أ: تعجز.

(٢) لم يرد هذا البيت في ب.

(٣) في ب:
هو الذي خلق الأنعام تفضُّلاً وخوَّل الأنام

(٤) الجُناح: الإِثم.

(٥) في ب: والدلالة.

(٦) المُحال: ما يقتضي الفساد. يعني هنا الحرام.

(٧) لم يرد البيتان السابقان في ب.

13

وأنه قد بلَّغَ الرساله بغيرِ أجرٍ لا ولا جُعَالَهْ

والمصطفى قد حرَّمَ الخبائثْ فاجتهدَ الأعلامُ في المباحثْ
فالشافعيُّ: والحلالُ ما لمْ يأتِ دليلُ الحظرِ فيه: العالِمْ(١)
فكلُّ ما عنهُ النبيُّ قد سكتْ فرحمةٌ واسعةٌ لمن صمتْ
وعند غيرِ الحلالُ ما لا(٢) يُرى دليلُ الحلِّ فيه حالا
فالشافعيُّ وسَّعَ المطاعمْ وهو الذي يليق بالمراحم
وغيرهُ مثلُ أبي حنيفهْ قد جعلَ المسكوتَ مثلَ الجيفه
فعندَهُ الحلالُ ما فيه أذِنْ والحِلُّ في المسكوتِ وقفٌ لم يَيِنْ
بَنَوا على هذا صيوداً تشكلْ فعندنا غنيمةٌ فلتُؤْكَلْ(٣)
حشيشةٌ نابتةٌ مجهولَةْ قال النواوي إنها مأكولَهْ
والمتولِّي(٤) قال بالتحريم وليس ما قدْ قال بالقويم(٥)

(١) فالعالِم هو مصدر التوجيه في هذا الأمر. وإذا كان بفتح اللام فلاستبعاد اجتماعهم على ما يناقض الفطرة. والله أعلم. قال في متن المنهاج مما عدَّدوه حلالاً: (( . .. وما لا نصَّ فيه إن استطابَهُ أهلُ يسار، وطباع سليمة من العرب في حال رفاهيةٍ حَلَّ، وإن استخبثوه فلا)). قال شارحه: لأن الله تعالى أناط الحلَّ بالطيب، والتحريم بالخبيث، وعُلم بالعقل أنه لم يرد ما يستطيبه ويستخبئه كل العالم؛ لاستحالة اجتماعهم على ذلك عادةً؛ لاختلاف طبائعهم، فتعيَّن أن يكون المراد بعضهم، والعرب بذلك أولى؛ لأنهم أولى الأمم، إذ هم المخاطَبون أولاً ... )). مغني المحتاج ٤/ ٣٠٣.

(٢) في ب: وعنده غير الحلال مما لا.

(٣) القافية مضمومة في أ.

(٤) الشيخ أبو سعد المتولِّي، عبد الرحمن بن مأمون النيسابوري. شيخ الشافعية، وتلميذ القاضي حسين، وهو صاحب ((التتمة)) تمَّم به ((الإِبانة)) لشيخه أبي القاسم الفوراني. وقد درَّس بالنظامية. ت٤٧٨ هـ. العبر ٣٣٨/٢.

(٥) في ب: بالقدیم.

14

إذِ الحرامُ ما أتى فيه: اجْتَنِبْ وغيرهُ بحبُوحةٌ كُلْهُ وطِبْ

ومثلهُ ما قيلَ في حدِّ النَّجَسْ فكلُّ ثوبٍ طاهرٍ وإن نجسْ(١)
وكُلْ من المجهولِ بيضاً مَعْ لَبَنْ وابْتَعْ(٢) وبعْ واقبضْ فقد حلَّ الثمنْ
مخامراً وكالذي عنه اشتُهِرْ تطهيرهُ في دينهِ بولَ البقرْ(٣)
كَقُنْدُس يُلْبَسُ منه الفَرْوُ وحِلَّهُ أصحابُنا لم يَرْوُوْا(٤)
وابنُ الصَّلاح أقفلَ الجوابا عليه، شكَّ فيه، لا يُعابا(٥)
والأشبَهُ الحِلُّ بِطَرْدِ القاعدهْ إن لم يكنْ يقوى بنابٍ كائدهٌ(٦)
وفروَهُ الْبَسْهُ على جلدِ البدنْ وصلِّ واترْ في الدُّنا عنكَ الدَّرَنْ
وكُلْ إِنِ المذبوحُ من جَنِيْنِ أَشْعَرَ أم لا كُلْ على يقينٍ(٧)

(١) هكذا ورد البيت وبالشكل الذي أثبت، ولم يبدُ لي وجه هذا القول، وقد تكون الكلمة الأخيرة ((بخس))؟ ولم يرد في ب.

قال الشربيني محمد الخطيب رحمه الله: وإنما يحصل الانتفاع أو يكمل بالطهارة إلَّ ما نصَّ الشارع على نجاسته ... وكذا الحيوان كلُّه طاهر لما مرَّ إلاّ ما استثناه الشارع أيضاً. مغني المحتاج ٧٨/١.

(٢) في ب: واشبع.

(٣) لم يرد البيت في ب.

(٤) القُندس حيوان قارض من الفصيلة القندسية، كث الفراء، له ذَنَب قوي مفلطح، وغشاء بين أصابع رجليه يستعين به على السباحة. المعجم الوسيط.

(٥) شيخ الإسلام أبو عمرو بن الصلاح: عثمان بن عبد الرحمن الكردي الشهرزوري الشافعي. تفقَّه وبرع في المذهب وأصوله، وفي الحديث وعلومه، وصنَّف التصانيف، مع الثقة والديانة والجلالة. ولي مشيخة دار الحديث ١٣ سنة. ت٦٤٣ هـ. العبر ٢٤٦/٣.

(٦) الشطر الثاني في ب: فالحلُّ أصل لا عدتك الفائدة.

(٧) في ب:

وكل من المذبوح والجنين أشعر أو لا على كل يقين

15

وأحمدُ: يؤكَلُ إن شعرٌ نَبَتْ وخالفَ النعمانُ والحِلُّ ثَبَتْ

في سُنَّةٍ صحيحةٍ مُحَكَّمه قاضيةٍ بنقضِ ما قد أحكَمَهْ(١)
لو حكمَ الحاكمُ في الجنينِ(٢) بمنعٍ بيعٍ رُدَّ عن يقينٍ
وتُؤُكَلُ المضغةُ من جنينٍ كعضوِها قد صحَّحوا في الدِّين
واستشكلتْ إذ لا ذكاةٌ بانتْ في مضغةٍ روحٌ بها ما قامتْ
بهيمةُ الأنعامِ بالأجنَّهْ قد فُشِّرَتْ حقًّا بلا مزنَّهْ(٣)
فسَّرها بذاكَ حَبْرُ الأُمَّةْ وهو ابنُ عباس فكُلْ بهمَّهْ
لو أُخْرِجَ البعضُ وذكّوا أُمَّا فهو حلالٌ كُلْهُ يا ابنَ أُمَّا
وليس شيءٌ قبل هذا(٤) يُؤْكَلُ فبعْ خرافاً بخروفٍ يسهلُ
وبعد ذبح لا تبعْ فيه الرِّبا حتَّى يجفَّ اللحمُ ما يربو هَبَا
ويُؤكلُ الإِوزُّ والدجاجُ في الديكِ كرهٌ إذْ له(٥) إدلاجُ
دجاجةُ البرِّ هي الحُبارى وحِلُّها ما فيه مَنْ تَمارى
مَعْ أحمدَ قالَ أكلتُ شُعبةْ(٦) لحمَ حُبارى لي بذاكَ رغبهْ

  1. قوله ﷺ: ((ذکاة الجنين ذكاءُ أُمِّه)) حديث صحيح، رواه عديدون. انظر: صحيح الجامع الصغير رقم ٣٤٣١. وحديث: ((ذكاة الجنين إذا أشعر ذكاءُ أمِّهِ، ولكنه يُذبح حتی ینصابَّ ما فيه من الدم)) ضعيف، رواه الحاكم عن ابن عمر. ضعيف الجامع الصغير رقم ٣٠٤٦.

  2. في ب: وكم خلاف جاء في الجنين.

  3. أي بلا تهمة، وفي ب: مزيه.

  4. في ب: قبل ذبحٍ.

  5. في أ: أنه.

  6. هكذا في أ. وفي ب: (مع النبي أكلت قال شعبة). و((شعبة)) تصحيف من (سفينة)) الصحابي، حيث ورد في الحديث قوله: ((أكلت مع رسول الله ﷺ لحم حباری)) رواه أبو داود (٣٧٩٧)، والترمذي (١٨٢٨)، وضعفه الألباني.

16

واحدُها وجمعُها سواءٌ والفحلُ كالأنثى له استواءُ

في عنقها طولٌ بدا وفي الذَّنَبْ بِيْضُ وكذْرٌ لونُها وكالذَّهَبْ

تحملُ همَّ القوتِ عند الْجَدبِ تموتُ غمّاً من حلولِ الذَّنْبِ(١)

في بطنها سَلْحٌ له خِزَانَهْ ترمي به الصقرَ يرى الإِهانَهُ(٢)

ويؤكلُ الحَمَامُ مما يكسبُ(٣) في شُرْبِهِ فِي نَفَس يَعُبُّ(٤)

مع الهديرِ الشافعيُّ قاله والرافعيُّ ساقِطُ(٥) المقالَةْ

في قولهِ، إذْ كلَّما عَبَّ هَدَرْ وفاتَهُ من شعرهم عَبُّ البَقَرِ(٦)

(١) قال أعرابي: إن الحبارى لتُقتل هَزْلاً من ظلم الناس بعضهم بعضاً، يقول: إذا كثرت الخطايا منع الله القطر ودرّ السحاب، وإنما يصيب الطيرُ من الحبِّ والثمر على قدر المطر.

(٢) قال: والحبارى لها خزانة بين دبرها وأمعائها لها أبداً فيها سلح رقيق، فمتى ألحّ عليها الصقر سلحت عليه فتنتف ريشه كله، ومن ذلك هلاكه، وجعل الله ذلك سلاحاً لها. التبيان لما يحل ويحرم من الحيوان ص٧٧ - ٧٨.

(٣) في أ: ما يكب.

(٤) عَبَّ الماءَ: شربه بلا تنفُس ومصِّ. ويقال: الحمام يشرب عبَّا كما تعبُّ الدواب. المعجم الوسيط.

(٥) في ب: ساقطا.

(٦) في ب: عبَّ الثغر. وقد فصَّله المؤلف في كتابه ((التبيان))، حيث أورد قول الإِمام الشافعي: ما عبَّ عبًّا فهو حمام، وما شرب قطرة قطرة كالدجاج فليس بحمام، وقال: الحمام كلُّ ما عبَّ وهدر. لكن قال الرافعي: لو اقتصروا في تفسيره على ذكر العب لكفاهم عن الهدير، لأن كلَّ ما عبَّ الماءَ هدر. قال المؤلف: وفيما ذكره الرافعي نظر، لأنه لا يلزم من العبِّ الهدير. ثم أورد بيت شعر فيه ذكر ((حمرات)) وليس ((البقر)). التبيان ص٧٠. وقال الإِمام النووي في متن المنهاج تبعاً للمحرر: (( ... وحمامٌ، وهو كلُّ ما عَبَّ وهَدَر)). وقال في الروضة في جزاء لصيد: إنه لا حاجة إلى وصفه بالهدير مع العبِّ، فإنهما متلازمان، لهذا اقتصر الشافعي رحمه الله على العب. مغني المحتاج ٤/ ٣٠٢.

17

من نوعهِ اليمامُ والفواختُ وكل ذي طوق يراه باخت(١)

وهكذا اليعقوبُ قالوا والحَجَلْ يفدي بشاةٍ مُحْرِمٌ إذا قَتَلْ(٢)
الصيمريُّ عَذَّ منهُ القاريَهْ تأتي أمام القَطْرِ صبحاً ساريَة(٣)
منه القَطَا في ريشهِ كم لونِ مُنَقَّطَةْ بصفرةٍ ذو حُسْنِ
قَطَا قَطَا إِنَّ قفاك أَمْعَطا موصوفةٌ بحُسْنِها عند الخُطا(٤)
من نوعهِ الدرَّاجُ والقماري وساقُ حُرٍّ يسكنُ البراري(٥)
من نوعهِ الوِرْشَانُ والشِّفْنِينَ(٦) والقَبْجُ والكِرْوَانُ فاستبينوا(٧)

(١) الباخت: المحظوظ. وفي ب: باحت، وهو الخالص. ونقل النووي في ((التحرير)) عن الأصمعي أن كل ذات طوق فهي حمام. والمراد بالطوق الخضرة أو الحمرة المحيطة بعنق الحمام.

(٢) اليعقوب ذكر الحَجَل. ويوصف بكثرة العدو. وهو من أنواع الحمام.

(٣) الصيمري هو أبو القاسم عبد الواحد بن الحسين، شيخ الشافعية بالبصرة. وهو صاحب وجه في المذهب. وعليه تفقه أقضى القضاة الماوردي. ت٤٠٥هـ. العبر ٢١٠/٢. والقارية: طائر قصير الرجلين، طويل المنقار، أخضر الظهر، تحبُّه الأعراب، وتتيمَّن به. ويشبِّهون به الرجل السخي. المعجم الوسيط. وورد في ب: ((القطمير)) بدل ((القطر)).

(٤) أمعط: تساقط ريشه. وزعموا أن القطا قالت للحجل: حجل حجل، كفرس في الجبل، يهمز من خوف الأجل. فقال الحجل: قطا قطا، أرى قفاكِ أمعطا، بيضكِ ثنتانِ وبيضيْ مائتا. ثمار القلوب في المضاف والمنسوب ٦٤٤/١، في حديثه عن زمن الفطحل.

(٥) القماري جمع قمرية، وما زال المؤلف يعدد أنواع الحمام. و ((ساق حُرِّ)) كذلك، سُمِّي لصياحه: ساق حر. ولا تأنيث له ولا جمع! التبيان ص٧٢.

(٦) في ب: الشفين.

(٧) الوِرْشان: جمع وَرَشان، وهو ذكر القمرية. والقَبْج: ذكر الحجل. والكِرْوان: جمع گروان.

18

بالشاةِ يفدِى أَكْلُهُ للمُحْرِمِ وللحلالِ(١) إِنْ يُصِبْ في الحَرَمِ

نِقِلَ(٢) في الدجاجِ من أرضٍ الحبشْ أيضاً وفي الكِرْوانِ ما ينفي الغَبَشْ(٣)

بأنه مِثْلُ الحمامِ يفدى بالشاةِ هذا الرافعيُّ أبدى

ومثلهُ الكركيُّ والغرنوقُ والقيمةُ الفتوى بها يفوقُ(٤)

ويُؤكلُ اللّقَّاطُ كالعصفورِ وكلُّ ما في الشكل كالزرزورِ(٥)

مع كثرةِ الأنواعِ كالمَكَاكي لكونهِ بصوتهِ يُحاكي(٦)

حُمَّرَةٌ قُبَّرةٌ والقُبَعَهْ تُبُشِّرُ وخُرَّقٌ والوَصَعَهْ(٧)

وصَعْوَةٌ وبُلْبُلٌ والدُّخَّلَهْ ثُمَّرَةٌ دَعَرَةٌ والكَحَله(٨)

(١) أي: لغير المحرم.

(٢) في أ: ونقل.

(٣) الغبش: الظلمة.

(٤) الغرنوق والغرنيق طائر أبيض من طير الماء، أسود كالبط.

ولم ترد الأبيات الثلاثة السابقة في ب.

(٥) اللقاط: الذي يلقط الحب. وورد في أ: شكله كالدوري بدل كالزرزور.

(٦) المكاكي جمع مُكَّاء: طائر صغير يألف الريف، يجمع يديه ثم يصفر فيهما صفيراً حسناً. وورد في ب: وصافر بصوته يحاكي.

(٧) القُبَعة: طويئر أصغر من العصفور. والتبشِّر - كما في القاموس المحيط - : طائر يقال له الصُّفاريَّة، الواحدة تُبُشِّرة. والخُرَّق ضرب من العصافير، جمعه خرارق. والوَصْع: جنس طير مناقيرها قصيرة وأجنحتها مستديرة، وأذنابها قصيرة مستديرة عمودية على جسمها. وورد في ب: الوضعة، وسقط منها الكلمتان السابقتان لها.

(٨) الدُّخَّل: نوع من الطير يسقط على رؤوس الشجر والنخل فيدخل بينها. والدُّخْلُل: طائر أغبر. والتمَّرَة: طائر جميل المنظر أصغر من العصفور مولع بأكل التمر.

19

وضُجْرَةٌ شَوَّالَةٌ سُوَيْدَا وشُرْشُرٌ لصوتهِ عُوَيْدَا(١)

ومنه ما في صوتهِ اعتبارُ لسامع من ذلك اعتذارُ

أتقنَ ربِّي كلَّ شيءٍ صَنَعَهْ تصرفت قدرته في القبعه(٢)

طائرةٌ في نفسِها(٣) غبراءُ ورجلُها في لونها حمراءُ

ورأسُها تُشبهُ شيئاً قد صُبِغْ وبعضُها أسودُ رأس لا تَزِغْ

لسانُها(٤) مُوَطْوَطٌ مُسَبِّحُ بحمدِ ربِّي دائماً فَسَبِّحوا(٥)

كشُرْشُرٍ(٦) طُويئرٌ صغيرٌ يُشْبِهُ لونَ البُرْدِ كالحُبورُ(٧)

وينقرُ الدودَ فليس يؤكَلُ يُصادُ بالفخِّ كذاكَ يُنْقَلُ

أيضاً كذا من سائرِ الطيورِ ويحرمُ الخبيثُ من طيورِ(٨)

ويحرمُ النُّهَاسُ من عصفورِ كُبُوْهَةِ وبوْمَةِ القبورِ(٩)

(١) في ب:

وصحرة سواله سويدا وشرشر قرعة عويدا

والشرشور: طائر صغير مثل العصفور، والقرَّاع: يأتي العود اليابس فلا يزال يقرعه بمنقاره قرعاً يسمع صوته.

(٢) في أ: القنعة. والقبعة: طويئر مثل العصفور يكون في جحر الجرذان، فإذا فزع أو رُمي بحجر دخل الجحر فالتجا به.

(٣) في ب: بعضها.

(٤) في ب: لشأنها.

(٥) موطوط: متقارب الكلام كثيره.

(٦) في ب: وشرشر.

(٧) البُرْد: كساء مخطط يُلتحف به. وحَبَر البردَ يَخْبُره حُبوراً: وشَّاه وزيَّته.

(٨) لم يرد هذا البيت في ب، وورد بدلاً منه:

لمستعير الحسن لونٌ أحمرٌ وريشُ رأسٍ أسودُ مشهرٌ

(٩) النُّهَسُ : طائر أكبر من العصفور، ضخم الرأس والمنقار، شرس الطباع، يصيد العصافير وصغار الحيوان، ويديم تحريك ذنبه، وورد في ب: النهاش. والبوهة: البومة، وأيضاً بمعنى الصقر يسقط ريشه. القاموس المحيط.

20