La vista desde la roca del castillo
المنظر من صخرة القلعة
Géneros
ذات ليلة تساءل أحدهم: ما أفضل وقت في حياة الرجل؟
قال البعض إنه حين يكون طفلا ويستطيع التسكع طوال الوقت ويذهب إلى النهر في الصيف ويلعب الهوكي على الطريق في الشتاء وكل ما يفكر فيه هو التسكع وقضاء وقت طيب.
أو حين يكون شابا يخرج ويتنزه دون أن يكون على عاتقه أي مسئوليات.
أو حين يتزوج لأول مرة إذا كان مولعا بزوجته، وبعد ذلك بقليل أيضا حين يكون الأطفال صغارا يلعبون حوله ولم يظهروا أي سمات سيئة بعد.
ثم أدلى أبي برأيه وقال: «هذه المرحلة من العمر، أعتقد أن أفضل وقت قد يكون هذه المرحلة من العمر.»
فسألوه عن السبب.
فقال: لأنك لم تصبح عجوزا بعد، قد تعاني تدهورا في شيء أو شيئين، ولكنك في سن كبيرة تكفي لأن تستطيع أن تدرك أن ثمة أشياء عديدة ربما قد ترغبها في الحياة ولن يتسنى لك الحصول عليها أبدا. كان من الصعب إيضاح كيف يمكن للمرء أن يكون سعيدا في مثل هذا الموقف، ولكن في بعض الأحيان كان أبي يعتقد في سعادة المرء في مثل هذه المواقف.
عندما أخبرني عن هذا الأمر، كان يقول: «أعتقد أن الصحبة هي ما كنت أستمتع به، فحتى ذلك الحين كنت وحيدا، ربما لم يكونوا من الصفوة، ولكن هؤلاء كانوا من أفضل الزملاء الذين قابلتهم على الإطلاق.»
كذلك أخبرني أنه في ليلة ما بعد فترة ليست بالطويلة من تسلمه العمل بالمسبك حدث أن ترك العمل في حوالي منتصف الليل ووجد عاصفة ثلجية كبيرة تجري مجراها، فقد كانت الطرق مغطاة تماما بالثلوج، والثلج يهب بقوة وسرعة شديدتين، لدرجة أن جرافات الثلج لم تكن لتخرج حتى الصباح، فاضطر لترك السيارة حيث هي؛ فإنه حتى لو كان استطاع إخراجها من وسط الجليد، لم يكن ليستطيع التعامل مع الطرق، وبدأ الرحلة إلى المنزل سيرا. كانت مسافة قدرها حوالي ميلين. كان السير شاقا، وسط الثلج المتراكم حديثا، والرياح تهب في اتجاهه من الغرب. كان قد انتهى من تنظيف عدة أرضيات في تلك الليلة، وكان على وشك الاعتياد على العمل، وخرج وهو يرتدي معطفا ثقيلا من معاطف الجيش الضخمة، كان قد أعطاه إياه أحد جيراننا عندما لم يكن يجد له استخداما حين عاد من الحرب. ولم يكن والدي يرتديه كثيرا أيضا، كان عادة ما يرتدي سترة قصيرة ثقيلة. لا بد أنه قد ارتداه في تلك الليلة نظرا لانخفاض درجة الحرارة لما دون برودة الشتاء المعتادة، ولم تكن توجد مدفأة في السيارة.
أخذ يجر قدميه ويتحرك بصعوبة ضد الرياح، وعلى بعد ربع ميل تقريبا من المنزل وجد أنه لم يكن يتحرك. بل كان واقفا في منتصف ركام جليدي ولم يكن بمقدوره أن يحرك ساقيه، كان بالكاد يمكنه الوقوف ضد الرياح. كان منهكا، وظن أن قلبه ربما كان في طريقه للتوقف، وراح يفكر في موته.
Página desconocida