La vista desde la roca del castillo
المنظر من صخرة القلعة
Géneros
كان يتحدث عن ويل والسباقات التي دخلها والمراهنات التي كانت تعقد عليه، وغير ذلك من الحماقات التي لم يكن والتر يستطيع تحملها.
وأضاف: «وتزوج من امرأة اسمها بيسي سكوت، وكان أحد أولاده اسمه روبرت وهذا هو والدي. نعم، والدي. وها أنا ذا أقف أمامكم.»
وقال أيضا: «استطاع ويل في وثبة واحدة لا غير أن يعبر نهر إتريك، ومكان القفزة صار من بعد ذلك معلما.» •••
رفض جيمس الابن أن يترك خصر ماري على مدار اليومين أو الأيام الثلاثة الأولى. كان جريئا بالقدر الكافي، طالما كان جالسا على خصرها. وعند حلول الليل، ينام في عباءتها بجانبها، طاويا ذراعيه وساقيه بالقرب من جسده، وكانت تستيقظ من الألم في جنبها الأيسر؛ لأنها كانت تضطجع دون أن تتقلب طوال الليل كي لا تزعجه. وفي صباح يوم من الأيام، تركها وحاول التجول في المكان، وعندما حاولت أن تمسكه، ركلها برجليه.
كل شيء على سطح السفينة كان يسترعي انتباهه، حتى إنه في أثناء الليل كان يحاول أن يتسلق عليها ويجري في الظلام. ولهذا، كانت تستيقظ من نومها متألمة، ليس من وضعية نومها المقيدة، بل من عدم النوم على الإطلاق بسببه. غلبها النعاس في إحدى الليالي، وتسلل الطفل منها، ولكنه تعثر لحسن الحظ في جسم أبيه وهو في طريقه للهروب. أصر أندرو منذ هذه اللحظة على أن يربطه أثناء الليل. كان الطفل يبكي بشدة بطبيعة الحال عند ربطه، إلا أن أندرو كان يهزه ويصفعه، ثم يظل الولد ينشج بالبكاء حتى ينام. كانت ماري تنام بالقرب منه، وتشرح له في لطف ضرورة ربطه حتى لا يسقط من السفينة في المحيط، لكنه كان ينظر إليها في مثل هذه الأوقات على أنها عدوة له، وكانت إذا وضعت يدها على وجهه لتتحسسه، يحاول أن يعضها بأسنانه الصغيرة. كان ينام كل ليلة وهو غاضب، ولكن عندما يحل الصباح وتفك رباطه، وهو ما يزال شبه نائم ومفعما بلطف الأطفال، كان يتعلق بها والنعاس يغشاه وهي في غمرة من مشاعر الحب تجاهه.
الحقيقة أنها كانت تحب حتى بكاءه وغضبه ورفسه وعضه. بل كانت تعشق روائحه القذرة والمتخثرة، كما تعشق رائحته وهو نظيف. وما إن تركه النعاس حتى كانت عيناه الزرقاوان الصافيتان وهما تنظران إلى عينيها يملؤهما ذكاء عجيب وعناد شديد، الأمر الذي يبدو لها وكأنه هبة من السماء. (هذا على الرغم من أن دينها يقول لها دائما إن العناد يأتي من الاتجاه المعاكس؛ أي من الشيطان.) كانت تحب إخوتها أيضا عندما يكونون ظرفاء ومشاكسين، وكان يتحتم عليها أن تحافظ عليهم من الوقوع في جدول المياه، ولكنها لم تكن بالطبع تحبهم كحبها الجم لجيمس.
وذات يوم، تاه منها جيمس. كانت تقف في صف طويل تنتظر دورها في الحصول على ماء للغسيل، وعندما استدارت لم تجده بجانبها. تحدثت ببعض الكلمات إلى المرأة التي كانت تسبقها في الصف، وأجابتها عن سؤال سألته عن أجنيس وعن الطفلة، وذكرت لها اسم الطفلة - إيزابيل - وفي هذه اللحظة ضاع منها. وعندما كانت تنطق باسم إيزابيل، شعرت برغبة مفاجئة في حمل هذه الحزمة الجديدة الخفيفة والناعمة. وبينما هي تتخلى عن مكانها في الصف وتذهب هنا وهناك بحثا عن جيمس، بدا لها أنه حتما شعر بعدم إخلاصها له فاختفى عقابا لها.
وتبدل الحال في لمح البصر، وتغيرت طبيعة العالم من حولها، أخذت تجري هنا وهناك وتصرخ بأعلى صوتها منادية على جيمس. سألت الغرباء والبحارة الذين سخروا من توسلها لهم وهي تقول: «هل رأيت طفلا صغيرا؟ هل رأيت طفلا صغيرا طوله هكذا وعيناه زرقاوان؟»
رد عليها رجل قائلا: «لقد رأيت ما يقرب من خمسين أو ستين طفلا بمثل هذه الأوصاف في الدقائق الخمس الفائتة.» وقالت امرأة حاولت أن تكون لطيفة معها إنه سوف يظهر، وإن ماري يجب ألا تقلق؛ إذ لا بد أنه كان يلعب مع غيره من الأطفال. وأخذ بعض النساء ينظرن هنا وهناك كما لو كن يساعدنها في البحث، لكن لم يستطعن مساعدتها بطبيعة الحال؛ بسبب ما لديهن من مسئوليات.
رأت ماري بجلاء، في لحظات الشدة والحزن هذه، أن العالم الذي تحول إلى شيء مرعب لها لا يزال هو نفس العالم العادي بالنسبة إلى الآخرين من حولها، وسوف يظل كذلك حتى وإن اختفى جيمس بحق، حتى وإن حبا إلى سور السفينة - رمقت بعينيها كل الأماكن التي يحتمل أن يكون قد ذهب إليها - وسقط في المحيط.
Página desconocida