La vista desde la roca del castillo
المنظر من صخرة القلعة
Géneros
وقد كنت عازمة على التمسك به، وتمنيت لو استطاعوا أن يتفهموا أنه بالفعل لديه حس من الدعابة، وأنه ليس مغرورا كما يظنون، وأنه لا يخشى العمل. كما كنت أود منه أن يتفهم أن حياتي هنا ليست بهذه الدرجة من البؤس أو الحقارة كما كانت تبدو له.
كنت عازمة على التمسك به وبعائلتي أيضا، كنت أفكر أنني سأظل على ارتباطي بهم دوما ما حييت، وأنه لا يستطيع أن يعيب علي أو يجادلني من أجل الابتعاد عنهم.
وكنت أعتقد أنني أحبه. كان الحب والزواج في خيالي مساحة مستحبة ومضيئة تدخل إليها ويتوافر لك بداخلها الأمان، لم يظهر العشاق الذين تخيلتهم في صورة ضوار جريئة مجنحة، وربما لم يكن لهم وجود، واستطعت بالكاد أن أرى نفسي ندا لهم على أي حال.
لقد كان مايكل حقا يستحق من هي أفضل مني. لقد كان يستحق قلبا كاملا خالصا له. •••
في عصر ذلك اليوم ذهبت إلى البلدة كالعادة. كانت الحقيبتان قد امتلأتا تقريبا، وكانت جدتي قد انتهت لتوها من تطريز كيس وسادة، كان واحدا من اثنين قصدت جدتي إضافتهما إلى مجموعة الأشياء التي سآخذها إلى بيتي الجديد، وكان ذلك بعد أن برئت من آلام الالتهاب الوريدي. فيما كانت الخالة تشارلي قد كرست وقتها لحياكة ثوب زفافي. فنصبت ماكينة الحياكة في النصف الأمامي من غرفة المعيشة والذي كان مفصولا بأبواب جرارة من خشب البلوط عن النصف الخلفي حيث كانت الحقيبتان موضوعتين. كانت حياكة الملابس هي الشيء الذي تجيده، ولم تستطع جدتي قط أن تضاهيها أو تتداخل معها في هذه النقطة.
كان مزمعا أن يكون طول ثوب زفافي حتى الركبتين ومصنوعا من القماش المخملي ذي اللون الخمري، وذا تنورة مكشكشة وخصر ضيق وما يسمى بتقويرة قلبية، وأكمام منتفخة. الآن أدرك أنه بدا منزلي الصنع؛ ليس لأي خطأ في حياكة الخالة تشارلي، ولكن فقط بسبب التصميم، الذي كان فخما في حد ذاته، ولكن لم يكن فيه أي ابتكار؛ فكان مجرد ثوب منسدل على نحو عادي يفتقر إلى أي تميز في تصميمه. وقد كنت معتادة على الملابس المنزلية الصنع حتى إنني لم أع ذلك.
بعد أن جربت الثوب وبينما كنت أرتدي ملابسي العادية مرة أخرى، دعتنا جدتي للمجيء إلى المطبخ وتناول القهوة. لو كانت هي والخالة تشارلي وحدهما، لكانا قد تناولا الشاي، ولكنهما اعتادتا شراء النسكافيه من أجلي. وكانت الخالة تشارلي هي من بدأت ذلك حين كانت جدتي تلازم الفراش.
أخبرتني الخالة تشارلي أنها ستلحق بنا خلال لحظات؛ إذ كانت تحل بعض خيوط التسريج.
وبينما أنا بمفردي مع جدتي، سألتها عما كانت تشعر به قبل زفافها.
فقالت وهي تشير إلى النسكافيه: «إنه مركز جدا.» وهمت أن تقف على قدميها بتلك النخرة البسيطة التي صارت تصاحب أي حركة مفاجئة لها. وشغلت الغلاية للحصول على مزيد من الماء الساخن. ظننت أنها لن تجيبني، ولكنها قالت: «لا أذكر شعوري حينها على الإطلاق على أي حال، أذكر أنني لم أكن آكل لأنني اضطررت لإنقاص مقاس خصري لكي يتناسب مع ذلك الثوب؛ لذا أتوقع أنه كان شعوري حينها هو الجوع.» «ألم تشعري قط بالخوف من ...؟» أردت أن أقول «من أن تعيشي حياتك مع ذلك الشخص.» ولكن قبل أن أتمكن من قول أي شيء آخر، أجابت بخفة وسرعة: «هذا الأمر سوف يحل نفسه بنفسه بمرور الوقت، فقط لا تشغلي بالك.»
Página desconocida