La vista desde la roca del castillo

Shayma Taha Raydi d. 1450 AH
137

La vista desde la roca del castillo

المنظر من صخرة القلعة

Géneros

قالت السيدة مونتجوي: «حسنا، من الأفضل أن تأخذي شيئا معك؛ لأنك سوف تشعرين بالجوع لاحقا.»

كانت تقصد أنني لن أعود.

في طريقي إلى مستودع القوارب التقيت اثنتين من الضيوف؛ فتاتين في نفس سني، حافيتي الأقدام وفي أردية السباحة المبتلة وتضحكان في لهاث. لعلهما كانتا تسبحان حول الجزيرة وخرجتا من الماء عند مستودع القوارب. كانتا في تلك اللحظة تتسللان لمفاجأة شخص ما. فأفسحا مكانا لي في حياء كي لا تتساقط منهما قطرات ماء علي، ولكنهما لم تكفا عن الضحك. وبينما كانتا تفسحان مجالا لي، لم تنظرا إلى وجهي ولو بلمحة خاطفة.

كانتا من نوعية الفتيات اللاتي كن سيصحن بصرخات حادة ويحدثن جلبة من حولي، لو كنت قطة أو كلبة. •••

استمر ضجيج الحفل في التصاعد، فاستلقيت على سريري دون أن أخلع ثوبي، فلم أكف عن الحركة منذ الصباح الباكر وكنت متعبة، ولكن لم أستطع أن أسترخي، وبعد فترة وجيزة نهضت من سريري واستبدلت بثوبي ثوب السباحة ونزلت للسباحة. نزلت من السلم إلى داخل الماء بحذر مثلما كنت أفعل دائما - فقد كنت أظن أنني سأهبط مباشرة إلى الأعماق ولن أخرج أبدا لو قفزت - وأخذت أسبح في الظل. جعلتني المياه التي كانت تغسل أطرافي أفكر فيما قاله السيد هاموند؛ ومن ثم فككت أربطة ثوب السباحة خاصتي، وأخيرا جذبت ذراعا تلو الأخرى حتى يستطيع ثدياي أن يطفوا بحرية. وأخذت أسبح على هذا النحو بينما المياه تنشق بعذوبة عند حلمتي ...

جال بخاطري أن من الممكن أن يأتي السيد هاموند للبحث عني، تخيلته يلمسني. (لم أستطع أن أفكر تحديدا كيف كان سيدخل الماء؛ فلم أكن أعبأ بتخيله وهو ينزع عن نفسه ملابسه. ربما كان سيجلس القرفصاء على السطح وأسبح أنا نحوه.) كانت أصابعه تمس جلدي العاري مثل شرائط من الضوء. كانت فكرة أن أكون مرغوبة من رجل في هذا العمر - ترى في الأربعين أم في الخامسة والأربعين؟ - وأن يلمسني فكرة مثيرة للاشمئزاز بطريقة ما، إلا أنني كنت أعرف أنني كنت سأستمد منها المتعة، مثلما قد تجد متعة في أن تمس من قبل تمساح مستأنس. ربما كان جلد السيد هاموند - إيفان - أملس، ولكن السن والمعرفة والفساد الأخلاقي كانت ستصبح أشبه ببثور وحراشف غير مرئية عليه.

واتتني الجرأة كي أرفع نفسي من الماء على نحو جزئي، متشبثة بالرصيف بإحدى يدي . أخذت أصعد وأهبط في تمايل وأرتفع في الهواء مثل عروس البحر. كنت كالوميض الذي يبرق في الهواء دون أن يراني أحد.

بعدها سمعت صوت خطوات، سمعت صوت شخص ما قادم، فغطست داخل الماء وظللت هناك بلا حرك.

اعتقدت للحظة أنه السيد هاموند، وأنني قد دخلت بالفعل عالم الإشارات السرية، عالم الهجمات المفاجئة والصامتة للرغبة. لم أغط نفسي، وإنما انكمشت أمام الرصيف في لحظة تعجيزية من الذعر والخضوع.

أضيئ مصباح مستودع القوارب، واستدرت في هدوء داخل الماء ورأيت أن هذا الشخص كان السيد فولي العجوز، والذي كان لا يزال في ثياب الحفل المكونة من بنطال أبيض وقبعة بحرية وسترة. جلس لتناول كأسين من الشراب وأوضح لجميع الحضور أن السيدة فولي ليست مؤهلة لإجهاد رؤية العديد من الناس، ولكنه أبلغ أطيب تمنياتها للجميع.

Página desconocida