239

Manṭaliqāt Ṭālib al-ʿIlm

منطلقات طالب العلم

Editorial

المكتبة الإسلامية

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م

Ubicación del editor

القاهرة

Géneros

وهذا يحيى بن معين ﵀ يَرْفِسُه أبو نعيمٍ الفضلُ بنُ دكينٍ ﵀ ويرمي به؛ لأنه أراد أن يختبرَه، فيقول يحيى ﵀: واللهِ لرفستُه لي أحبُّ إليَّ مِن سَفْرتي (١).
وقال الشافعيُّ ﵀: قيل لسفيانَ بنِ عيينةَ: إنَّ قومًا يأتونك من أقطارِ الأرضِ تغضبُ عليهم، يوشكُ أن يذهبوا أو يتركوك. فقال للقائل: هم إذًا حمقى مثلُك، إن تركوا ما ينفعُهم لسوءِ خُلُقي.
-أيها المتفقه-، قد علمتَ أنَّ العلمَ لا يُنالُ إلا بذلِّ النَّفْسِ، فلابُدَّ لك من صبرٍ، فبدونه لن تنالَ غايتَك، ومن ذلك أن تصبرَ على شدةِ العلماءِ، فإنَّ من النَّاسِ مَن لا يحسنُ تزكيتُه إلا بالشديدِ من الأقوالِ والأفعالِ، وقد يَرَى شيخُك فيك ما لا تراه من نفسِك من الآفاتِ المهلكاتِ، فيشتدُّ عليك رأفةً بك وحرصًا عليك، فَتَدَبَّرْ!
القاعدةُ الخامسةُ: رعايةُ مراتبِ العلماءِ:
فالعلمُ مراتبُ، ولكلِّ عالمٍ منزلةٌ، وقد أُمِرنَا بأن نُنْزِلَ النَّاسَ منازلَهم، وتقديرُ هذه المنازلِ ينبغي أن يكونَ لمن أُوتي قدرًا من العلمِ، لا إلى الجُهَّالِ.
قال الإمام الذهبي: الجاهلُ لا يعلمُ رُتبةَ نفسِه، فكيف يعرفُ رتبةَ غيرِه (٢).

(١) المصدر نفسه.
(٢) "السير" (١١/ ٢٢١).

1 / 287