وفي شمس الأخبار للقرشي: عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه خرج يستسقي فصلى ركعتين، ثم قلب رداءه ورفع يديه، وقال: ((اللهم صاحت جبالنا، واغبرت أرضنا وهامت دوابنا، يامعطي الخيرات من أماكنها، ومنزل الرحمة من معادنها، ومجري البركات على أهلها، بالغيث المغيث أغثنا، اسقنا أنت المستغفر الغفار فنستغفرك للخاصات من ذنوبنا، ونتوب إليك من عوام خطايانا، اللهم فأرسل السماء علينا ديما من تحت عرشك مدرارا واصلا بالغيث واكفا مغزارا ديما حيث ينفعنا ويعود علينا غيثا مغيثا عاما طبقا مجلجلا غدقا خصبا زارعا رائعا، ممروع النبات، كثير البركات، قليل الآفات، فإنك نفاح بالخيرات. اللهم، إنك قل:ت{وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون}[الأنبياء:30]. اللهم، لا حياة لشيء خلق من الماء إلا بالماء، اللهم وقد قنط الناس أو من قنط منهم وساءت ظنونهم، وتاهت ألبابهم، وتحيرت البهائم في مراتعها، وملت الدوران في مواطنها وعجت عجيج الثكلى على أولادها إذ حبست قطر السماء، فرق لذلك عظمها وذهب لحمها وذاب شحمها، اللهم فارحم حنين الحانة ،وأنين الآنة، وارحم اللهم بهائمنا الهائمة، والأنعام السائمة، وقد برزنا إليك يارب نستغفرك لذنوبنا ونستقيك لعيالاتنا وبهائمنا، اللهم اغفر لنا إنك كنت غفارا، وأرسل السماء علينا مدرارا، وزدنا قوة إلى قوتنا، وأعنا على الأعداء، ولا تقلبنا محرومين آمين اللهم آمين، وهذا الدعاء وعليك الإجابة إنك لا تخلف الميعاد آمين)، قال: فو الله ما رجعنا إلى منازلنا حتى أرسل الله المطر فمكثنا بذلك ثلاثة أيام حتى إن الناس جاؤا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يشكون خراب منازلهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبتسم ويقول: ((ما أسرع ما أشفقتم وجزعتم)) حتى إذا كان أوسط شيء من داره رفع يديه وقال: ((اللهم هاهنا ، هاهنا، اللهم حوالينا ولا علينا)) قال: فوالله ما أشار إلى شيء من السحاب إلا تنحت السحابة إلى ذلك الموضع.
Página 55