حفظه الله - أو من ولده جامع هذا التقييد (1)، لأنه كان في غاية الانتماء إلينا وإظهار الوداد البليغ في جانبنا.
فلما إن انتهت رياسة الخطة إليه أعطى الاذن الصماء، ولوى عما كان يعد بالقيام بالحق أشد إلواء، إلا أنه كان لا ينسى الصنيعة، ولا يقاطع أفظع (3) قطيعة ، بل اتذر ويبر ويعترف ويقر، وربما يقول لي أحيانا إن الثقة بمحبتك لا أظن، إن قبل الها عملك، تتركني - عامله الله بنيته -.
انم صاهرني بابنته وبقيت عندي ما يقرب من الثلاث سنين، إلى أن وقع منها أمور لا يمكن إبقاؤها مع ذلك، ففارقت سبيلها فاشتد حنقه، ومع ذلك يعامل في 1 المواجهة بما هو معهوده من غاية التواضع/ ورؤية التقصير في نفسه، ويسارع في القضاء المارب وينتهي إذا نهي ويأتمر إذا أمر.
القيام العامة ضد الغربي اكان في آخر أمره قامت عليه العامة وخرجوا لدار إمارتها شاكين به بسبب دخوله اي أمور الرعايا والاجناد وتوسطه بين أعراب المدينة ومتلصصيها وبين ولاتها. وعصمه اله من شرهم إذ ذاك وإن كان أرشى على سلامته من مكرهم بمال، ولم يمكت الا اقليلا بعد ذلك حتى توفي على فراش العافية بداره آمنا(3)، وكان الناس يرون أنه لا ال ا ا ال ا الا سجد أبي مصباح عبد الهادي: و ظهر بذلك مصداق ما كنت رأيته في عالم النوم وذلك أني رأيت الشيخ الصالح ايدي أبا مصباح عبد الهادي رجلا آدم اللون طوالا(2) في حائك ملتحف لبيسا ان ظيفا (6). على رأسه شاشية حمراء ملفا وهو المعبر عنه في عرفنا بالكبوس الفاسي.
(1) يعني المؤلف نفسه، والتقييد هو (منشور الهداية) .
(2) في الأصل (افضع).
3) توفي الشيخ أحمد الغربي سنة 1037/ 1628 كما سيذكر المؤلف نفسه ذلك بعد قليل.
(4) الغالب انه يعني به سليمان القشي الذي سبق ذكره، ص 58.
5) ادم اللون أي أسمر، وطوالا يعني فارع الطول. وفي الأصل (أبي مصباح) بدل (أبا...) .
(6) في الأصل (نضيفا).
Página desconocida