فلان أنت القاضي أو أنا هو القاضي ؟ فقال له : في هذه القضية أنا هو القاضي أو كلاما اهذا معناه، فخرج هو أيضا غضبانا . فعندما رأى الجد من أحوالهم ما ذكر وأنهم غير متصرين للدين ولا قائمين بواجب سيد المرسلين حلف وأقسم أنه لا ينتقل من امجلسه ذاك إلا أن يقام حق الله في ذلك الشقي، وقال لهم استفتوا أهل العلم والمعرفة فإن أخطأت في قولي العهدة علي، وصمم - رضي الله عنه - وقام في حق الله وحده ولم يلو في ذلك عنانا، وربما يقول له ناصح نصح: إنك عرضت نفسك الأمر صعب من حنق الأمير والقاضي والعامة، فلا يزيده ذلك إلا شدة في ذات الل ه ووحرصا على إنفاذ حكم الله.
فلما رأى أهل الشورى شدته ي الأمر وانتصاره وعدم اكترائه بمن قام أو قعد اراد أبوزكرياء قطع حجته فقال له : يا سيدي هذه من الأمور المهمة وحيث ظهر لك قتله فلا يكون بالقول فقط بل لا بد من خطك في / القضية وإبداء ذلك بالبنان لا االسان، فعند ذلك أجابه الجد بأن قال له أما هذا فنعم! وبادر لما أرادوه منه من الكتابة وأخذ بطاقة فوريا وسطرها بما وفقه الله إليه بديهيا من غير ترو ولا تفكر ولا تذكر.
ام بعد فراغها قام على قدميه وقرأها على العام والخاص، فحكي لي أن كل امن سمعها خشع واغرورقت عيناه دموعا، ونادى الجمع بالصلاة والسلام على سيدنا احمد واله، وبهت القوم وأخرص أهل الشورى ولم يقدر أحد يرد كلاما ولا يخالف لفي مسألة بل بادر الجمع، أعني أهل الشورى، إلى موافقته ببنانهم وأفصحوا بأن هذا الهو الحق بلسانهم وناولوا أبا زكرياء البطاقة للموافقة، فحكي أنه من إنصافه أقسم أن الا يضع خطه إلا أخيرا، وسارع إلى تقبيل يد الشيخ الجد - رحمه الله ونفع به - ووضع اخطه أخيرا، ولم ينفصل المجلس إلا عن قتل ذلك الشقي، وصدق الله يمين الجدا اوبر قسمه في حلفه أن لا يقوم من محله إلا أن ينفذ حكم الله في ذلك الشقي، ورجع الالي وحكم القاضي بفتواه(1)، ورجع أبو زكرياء إلى قوله وأفصح بالثناء والانقياد إليه، لله در الجد ما أشد قيامه في ذات الله! ولله در أبي زكرياء ما أنصفه! وربما (1) أي حكم بفتوى الفكون الجد القائلة بقتل المختاري.
Página desconocida