حمد شقرون بن حليمة واحتضار الفكون (الجد): وذكرت جدتي آن سيدي يحى بن سليمان دخل عليه فقبل يديه وبكى وقال له : اسيدي، من توصي علي أو أوص علي محمد، يعني والدي، فقال له: محمد فيه ابركة أو لا يحتاج إلى وصاية ، الشك مني في أي اللفظين قال وقيل له . وذكرت جدتي أانها (كانت) (1) متسترة تستهزيء بكلامه لما رأت من حاله ومباينتها للمحتضر أو قريبه، قالت: فلما خرج سيدي يحبى قلت له : ما هذا الكلام الذي كنت تجيب، لا ش اعندك ولا بأس، فلما كانت الظهر جاءت الطلبة يقرأون القران وهو يقرأ معهم ، ودخل اعليه الناس أفواجا، وحضره الفقهاء فاستخبروه على الدفن فقالوا: نرى أن تدفن عند اجدك سيدي شقرون بن حليمة باكدال، وهو من الصلحاء، فقال: ذلك غرضي إلا أنها ابعيد عن زيارة(2) الأهل، فعرض عليه الموضع (3) الذي به أخوه العم سيدي قاسم المذكور، فأجاب أنه ثقيل موحش، وأظن أنه فر من مخالطة دفنه قائلا: إن سيدي 1 يعني أخاه المذكور - سامحه الله -/ كان قاضيا ولا أحب الدفن هناك، فقال له والدي: اى أن يكون في مدرستنا، فقال له : مبارك إن وجدت هناك موضعا فهو أولى ، لأنها اعلى فضاء، فيسر الله بغيته ووجد فيها محلا لدفنه إلى أن زاد والدي فيها ما صارت بها الآن متسعة.
اوأخبرني والدي أن بعض الفقهاء راودوه على أن يجعل بعض أمتعة لبعض ولده في ذلك المحل(4)، فأبى، وقال : إنه لا يصح، فذكر له طريق حيلة إلى التوصل، ف أجابه أن هذه حيلة لا يجوز فعلها، وما زال في تلك العشية لاهجا بكلمة التوحيد اوتقلاوة القران، ومع ذلك فالنظر فيه لا يوجب إلا السلامة، إلى أن صلى المغرب.
اوكان أمر أن لا يبقى يهودي (5) بالدار ويطرد، قائلا لدخول الملائكة، فأخرج من كان (1) ما بين القوسين كلمة زائدة 2) في الأصل (زيادة).
3) في الأصل (المودع).
(2) يقصد مكان الدفن.
(2) غير واضح ما إذا كان اليهود المقصودون من الخدم أو من الزوار
Página desconocida