168 ار منها فصنع له كفنا وجعل له مشهدا ومدفنا، وأتاه خاصة البلد وعوامها / لجنازته، اويقال إنه جالس مع بعض الخاصة، منهم العم قاسم الفكون أخو الجد وهو المذكور فيما قبل(1)، وحول الجليس هران فقال للجمع المذكور : هذا جبريل يعني لأحدهما ووهذا ميكائيل يعني الآخر، فقال له واحد من الجمع : وأنت يا سيدي؟ فقال : أنا الباري، فقال له الرجل المذكور: إن كان أنت باري الأقلام!، فقال له الجليس: اكذ! بقبيح الذكر، سابا له: من أين سر سبها، يعني كيف تؤول هذه المقالة وصرفها اعن غير وجهها، وكأنه ذكر في جبريل آنه من الجبر ونحوه.
امن ماثره ما ذكر لي جدي للأم مزوار الشرفا بقسنطينة، وهو أبو عبد الله محمد ان قاسم وهو المذكور فيما تقدم(2)، أن الشيخ الجليس كان في ابتداء أمره يركب على احصان ويطوف في الأزقة وربما يطوف بها ماشيا، فأتى ذات يوم ممطر لمسجد احفصة، وهو الذي بأسفل حمام بن نعمان، وبه كان يقريء الشيخ الوزان، رحمه اله، فوقف بباب المسجد، فوجد الشيخ الوزان يقريء الطلبة فقال لهم : أتظنون ما كان من يقري(3) إلا الوزان ، أو كلاما هذا معناه، بلفظ العامة، اتبعوني اتبعوني فانتدب واحد منهم لأتباعه وقال : أنا أمشي معه حتى أنظر ما يصير أمره إليه، فخرج ب ه اوهو يتبع أثره من البلد، وقصد نحو واديها حتى أتى به إلى / العين التي يقال لها عين 1169.
ألقواس، فجلس الشيخ الجليس في بقعة من الأرض جلسة الشيخ المقري، وجعل الصدر البرنس الذي عليه في وسط صدره وتهيأ للقراءة، وعلى ظني أنه اخرج له من احته شيئا من الحشيشة، فبلها وجعلها كالتمرة وأعطاه إياها وقال له : كل وإلا فعلت اك وفعلت، فأخذها منه، وقال له : استفتح القراءة، فبدأ الرجل المذكور عليه في ابن الحاجب الفرعي، وأول ما بدأ به : المياه أقسام، قال : فأنطق الله الجليس بما يقصر اعنه اللسان من العلوم وصار يه ر بها هديرا . قال : وأنا أتعجب من هذا العلم الذي اقر به الجليس كلام ابن الحجب، حتى إذ أعطى منه ساعة خلط(4) أمره وغمي (1) انظر عنه ما مضى ص 23 (2) أنظر عنه ص 22.
(3) كذا (ما كان من يقري) وقد أشار إليه المؤلف أنه لفظ عامي 4) بعد هذه الكلمة رمز هكذا (ج) ولم نهتد لمعناه، ولعله (رحمه الله) .
Página desconocida