ومنهم: البخارى أبو طاهر عبد الحميد بن محمد، أخذ عن القاضي.
وكان حسن القصص، والوعظ، والدعاء الى الخير.
ومنهم: البخاري أبو طاهر عبد الحميد بن محمد، أخذ عن القاضي. وكان حسن القصص، والوعظ، والدعاء إلى الخير.
ومنهم: السمان أبو سعيد، وحيد عصره في علوم الكلام، والفقه، والحديث، وله من الزهد والورع ما ليس لغيره، كان يصوم الدهر، وربما درس في الري، وربما درس في الديلم.
ومنهم: أبو محمد الحسن بن أحمد بن متويه، أخذ عن القاضي. وله كتب مشهورة: كالمحيط في أصول الدين، والتذكرة في لطيف الكلام.
ومنهم: أبو عمر القاشاني، وعلى الطالقاني، وأبو محمد الزعفراني، وهو من بيت الرئاسة.
هؤلاء المشهرون شهرة باقية، وقد تركنا كثيرا ممن شهرته دون ذلك، وإن كان فاضلا عالما، لتعذر حصر رجالهم، واتساع الكلام في ذلك.
إلى هنا وينتهى عرض ابن المرتضى لطبقات المعتزلة التي سجلها قاضي القضاة: عبد الجبار الهمذاني، وأكملها الحاكم بالطبقتين الحادية عشرة والثانية عشرة. وقد ضمت هذه الطبقات أسماء أدت الى الاسلام خدمات جليلة، نبعت عن ايمان قوي، وعقيدة صادقة، عن طريق علم الكلام الذي هو علم الحجاج عن العقائد الايمانية بالأدلة العقلية. وتتهافت بذلك الفكرة القائلة، بأنه ليست لنا حاجة في شيء سوى كتاب الله وسنة نبينا الكريم. وانه وان كان هذا الأمر هو سندنا الحق المتين، إلا أن الاسلام، قد جاءت عليه أوقات، وهو في أشد الحاجة لمن يبسط دعائمه، ويبين أركانه، استنادا لأصول عقيدة التوحيد الخالدة، وليس أدل على ذلك، مما نشاهد ونسمع ونلمس في أيامنا تلك عن حركات التنصير المتصاعدة في العالم، فما أحوجنا دائما لدفاع العقل زودا عن الحصن الحصين، «ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز» «1».
Página 100