ومنها أيضا غيرهم، أى غير هؤلاء الذين ذكرنا أسماءهم، هم جماعة، منهم: أبو الحسن الأسفندياني، وله كتب صنفها في الكلام والتفسير والحديث، فقال: «مثل الصيمري، كمثل دار واسعة، كبيرة البيوت، فيها عامر وخراب، ومثل أبي الحسن الاسفندياني، كمثل حجرة لطيفة متناسبة في العمارة». فكأنه أشار في أبي الحسن إلى أن عمله، وان كان أقل، فهو أحسن نظاما وترتيبا، وأن علم الصيمري، وإن كان أكثر، فانه يختلف في الاصابة وعدمها.
ومنهم: أبو بكر أحمد بن علي الإخشيد. قال المرزباني: أبو بكر، وأبو الحسن بن المنجم، كان هذان الشيخان آخر من شاهدنا من رؤساء من بقي من المتكلمين، وعليهما وفي مجالسهما، كان اعتماد المتكلمين ببغداد، وانتفع بهما خلق كثير، إلا أن أبا بكر زاد على غيره، بما صنفه من الكتب، وأودعه إياها، ولم يطل عمره، ولو طال، أظهر علوما كثيرة، لكنه توفى سنة عشرين وثلاثمائة، وكان عمره حينئذ ستا وخمسين سنة.
وله تعصب على أبي هاشم، وأصحابه، حتى أنه حضر مجلس أبي الحسن الكرخي، ينفر أصحابه الذين يعمرون مجلسه، ويوهم أنه خالف أبا علي، وساير الشيوخ في مسائل، عظم خلافه فيها.
ودخل الشيخ أبو عبد الله، على أبي بكر ليمتحنه في مسألة، فقال له في جملة الكلام: «إما أن تكون مناظرا أو مستفيدا»، قال: «لست بهذين الوصفين»، قال: «فلما ذا تتكلم؟» قال: «لأجرب معرفتك في أدلة التوحيد».
قال القاضي: قد كان في كثير من ذلك يخالف، ويتمسك بالضعيف من المذهب.
ومنهم: أبو الحسن أحمد بين يحي بن علي المنجم، كان متكلما خطيبا فاضلا زاهدا، وله حلقة يجتمع فيها المتكلمون، ويعد من معتزلة بغداد، وليس في درجة من ذكرنا من الشيوخ، وإن كان فاضلا نبيلا، وتوفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، وعمره سبعون سنة أو قريبا من ذلك.
ومنهم: أبو الحسن ابن فرزويه.
Página 85