وما أجابهم المتأخرون عن الركون في الآية أن المراد به المتابعة فمردود بما ذكره إمام اللغة الزمخشري: بأن الركون هو الميل اليسير، وكلامه في اللغة حجة، ويؤيد ذلك ما ذكره في تفسير الآية المذكورة آنفا، وعن الحسن: جعل الله الدين بين لاءين ولا تطغوا ولا تركنوا.
وأجابوا عن حجة أهل القول الثاني من الإجماع على التولية من بني أميه وبني العباس فغير مسلم، بل كان أهل الفضل ينكرون ويتجنبون من يفعله.
وفي (الكشاف) قال: ولما خالط الزهري السلاطين كتب إليه أخ له في الدين: عافانا الله وإياك أبا بكر من الفتن، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك أن يدعو لك الله أن يرحمك، أصبحت شيخا كبيرا، وقد أثقلتك نعم الله بما فهمك الله من كتابه وعلمك من سنة نبيه، وليس كذلك أخذ الله الميثاق على العلماء، قال الله سبحانه: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه }[آل عمران:187].
Página 118