وسيأتي هذا الخبر بزيادة: ((وفي الأثرة علينا)) يريد الملك والأمارة بيد أمراء الجور في الكلام على حديث (المجموع) عن علي، قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على السمع والطاعة..إلى أخره، إلى غير ذلك من أدلة أكثر من أن تحصى مذكورة في الصحيحين والسنن وغيرها.
قال الباجي : في حديث عبادة في قوله: ((وفي الأثرة علينا)): ((يحتمل أن يكون هذا شرطا على الأنصار ومن ليس من قريش أن لا ينازعوا فيه أهله وهم قريش، ويحتمل أن يكون هذا مما أخذ على جميع الناس أن لا ينازعوا من ولاه الله الأمر منهم، وإن كان فيهم من يصلح لذلك الأمر، إذا كان قد صار لغيره)) انتهى.
وصحح الثاني بما في مسند أحمد بزيادة من غير طريق عمير بن هانئ، عن جنادة ((وإن رأيت أن لك في الأمر حقا )) أي وإن اعتقدت أن لك في الأمر حقا فلا تعمل بذلك الظن، بل اسمع وأطع إلى أن يصل إليك بغير خروج من الطاعة، وفي رواية حبان أبي النضر عن جنادة عند ابن حبان بزيادة ((وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك)) .
وكل هذه الأدلة تدل على وجوب السمع والطاعة لأئمة الجور والمتغلبين بالقهر والغلبة ظلما وعدوانا ومن كان مثلهم ممن ولايته منهم، وكل من السمع والطاعة يقتضي جواز أخذ الولاية منهم ونفوذ أحكامهم وصحة معاملاتهم مهما جرت على قوانينها الشرعية، وجاز تسليم الزكوات إليهم، وعدم منازعتهم، وحرم الخروج عليهم.
Página 115