وقد وصف الله في كتابه العزيز من لم يحكم بما أنزل الله بالعتو في كفره وظلمه وفسقه، بقوله تعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور } [المائدة:44] إلى قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } [المائدة:44] وقوله تعالى: {وكتبنا عليهم فيها } [المائدة:45] إلى قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون } [المائدة:45] وفيما بعدها قوله تعالى: {وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} [المائدة:47].
وذكر في (الكشاف) {ومن لم يحكم بما أنزل الله} مستهينا به، فأولئك هم الكافرون، والظالمون، والفاسقون، وصف لهم بالعتو في كفرهم حين ظلموا آيات الله بالاستهانة، وتمردوا بأن حكموا بغيرها .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الكافرين والظالمين والفاسقين أهل الكتاب، وعنه: نعم القوم أنتم ما كان من حلو فلكم، وما كان من مر فهو لأهل الكتاب، من جحد حكم الله كفر، ومن لم يحكم به وهو مقر فهو ظالم فاسق.
وعن الشعبي: هذه في أهل الإسلام، والظالمون في اليهود، والفاسقون في النصارى.
Página 103