[الحقوق والواجبات المتبادلة بين الإمام والأمة عند أهل البيت
عليهم السلام]
إذا عرفت هذا، فاعلم أن علماء الحديث والفروع من أهل البيت وغيرهم بينوا في مؤلفاتهم تفاصيل أصول مسائل ما يجب على كل منهما للآخر.
ففي (الجامع الكافي) في (باب ما يلزم الإمام للامة) بلفظ: فيما حدثني علي بن محمد الشيباني قال: أخبرنا علي بن الحسين الهمداني، قال: حدثنا علي بن حاتم، قال حدثنا محمد بن مروان، قال حدثنا محمد بن جبلة، عن أحمد بن عيسى قال: ليس للإمام أن ينتقص الرعية حقها، ولا للرعية أن تنتقص حق إمامها، فمن حق الرعية على إمامها إقامة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فيها بالعدل في أحكامها، والتسوية بينها في قسمها ، والأخذ لمظلومها من ظالمها، ولضعيفها من قويها، ولوضيعها من شريفها، ولمحقها من مبطلها، والعناية بأمر صغيرها وكبيرها، والتفقد لمعايشها في دنياها ومصلحتها في دينها، وعمومها بالتحنن عليها والرأفة والرحمة لها كالأب الرؤوف الرحيم بولده المتعطف عليهم بجهده، الكالئ لهم بعينه وبنفسه، يجنبهم المراتع الوبية، ويوردهم المناهل الروية العذبة، فإن الله سبحانه وتعالى جعل ذلك من أخلاق نبيه، فقال عز وجل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم}[التوبة:128] فإذا فعل ذلك الوالي برعيته كان حق على الرعية كرامته وتعظيمه وإجلاله وتبجيله وبره وتفضيله، ومكانفته ومعاونته، وطاعته ومؤازرته، والإستقامة له ما استقام على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
Página 96