[منصب الإمامة]
الثالثة: في منصبها ومذهب الهدوية ومن تابعهم قالوا ومنصبها العلوي الفاطمي ومن المعلوم أن العلوي الفاطمي هو خيرة الخير من قريش وأعلاها شرفا وبيتا.
وحكى في (التقرير) عن الإمام أحمد بن سليمان أن الاعتبار إنما هو بفاطمة، فمتى كان فاطميا صح إماما وإن لم يكن علويا، وهذا يخالف ما تقدم له في النكاح، ولعل كلامه والله أعلم مبني أن العبرة بالأم في منصب الإمامة، وإلا فينظر في كلامه، وقيل: العبرة بعلي وإن لم تكن الأم فاطمية، وفي ((شرح الفتح والأثمار)) أن يكون من أولاد الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقرره المذاكرون للمذهب، ولا يصير إماما بالدعوة إلا من جمع أربعة عشر شرطا، خلقية واكتسابية مبسوطة في كتب الفروع.
وقالت طائفة من المعتزلة ، والمجبرة ، والصالحية من الزيدية : إنها تختص بقريش.
واحتجوا بحديث: ((الأئمة من قريش )) .
قال الحافظ بن حجر في (فتح الباري): وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم أن شرط الإمام أن يكون قرشيا قال: وقالت طائفة من المعتزلة والجويني بجوازها في جميع الناس، وبالغ في ذلك ضرار بن عمرو، قال أبو بكر ابن الطيب: لم يعرج المسلمون على هذا القول بعد ثبوت حديث ((الأئمة من قريش )) وعمل المسلمون به قرنا بعد قرن، وانعقد الإجماع على اعتبار ذلك قبل أن يقع الخلاف انتهى.
وأجيب بأن حديث الأئمة خبر عن المشروعية والبشارة لقريش أنه لا يزال منهم قائم بأمر الأمة، لحديث ابن عمر المتفق عليه بلفظ ((لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان )) انتهى.
Página 67