[شرح بقية الحديث]
المسألة الثالثة: قوله: ((فإنه ليس من الأعمال شيء أفضل من جهادهم)) تقدم للمؤلف رضي الله عنه في ترجمة أبي خالد في المقدمة ما لفظه: وجزم كثيرون من فضلاء الأمة كالإمام المؤيد بالله أن حرب البغاة أفضل من حرب الكفار، ومما تمسكوا لذلك به أن البغي في دار الإسلام كالمعصية في المسجد وهي أعظم خطرا من المعصية في خارجه. انتهى.
وسيأتي إن شاء الله تعالى في الكلام على أحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما يدل على أن النهي عن المنكر من أفضل الأعمال سواء كان باليد أو باللسان أو بالقلب وهو أضعف الإيمان.
وجهاد البغاة باليد من النهي عن المنكر، كذا باللسان، وقد تقدم أن من أكبر الجهاد كلمة حق.
وأخرج أبو طالب في ((أماليه)) عن الإمام زيد بن علي أنه قال: والله لو علمت أن رضا الله عني في أن أقدح نارا بيدي حتى إذا اضطربت رميت بنفسي فيها لفعلت ولكن ما أعلم شيئا أرضى لله عز وجل من جهاد بني أمية.
وفي (الجامع الكافي) عن محمد بن عبد الله النفس الزكية: ((والله ما يسرني أن الدنيا لي بأسرها عوضا عن جهادهم)) إلى غير ذلك.
وأما ما يغنم من أموالهم ومن لا يقتل منهم فقد تقدم للمؤلف رضي الله عنه الكلام مستوفى في شرح أحاديث الباب قبل هذا بما أغنى عن الإعادة والله أعلم.
Página 64