وقد ثبت لنا بنصوص الكتاب كقوله تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم }[محمد:7] وغيرها ونصوص السنة ما يقطع معه بوقوع النصر من الله للمجاهدين، وذلك مهما كان ذلك لله وفي سبيله وابتغاء مرضاته ولإحقاق الحق وإزالة الباطل، وفوضوا أمورهم إلى الله وتوكلوا عليه واستغاثوا به ونصروا دين الله وذكروا الله كثيرا وحافظوا على القيام بواجباتهم فعلا وتركا، قولا وعملا، وتجنبوا محبطات أعمالهم مع عدم المنازعة والظلم فيما بينهم، وغير ذلك مما هو معلوم في بسائط هذا الفن، فالنصر من الله مقطوع لهم وإلا يكن منهم ذلك فمن أين يكون لهم ذلك؟ انتهى مختصرا.
وإذا احتاج الإمام إلى الاستعانة فالهادوية والمذهب قالوا: إنه يجوز له الاستعانة بالكفار والفساق على جهاد البغاة من المسلمين.
وقال الشافعي : لا يجوز الاستعانة بمشرك على قتال البغاة وتجوز بالفساق والجمهور على عدم ذلك مطلقا، وسيأتي تمام الكلام في حديث علي أمير المؤمنين ((أمرت بقتال الناكثين، والمارقين، والقاسطين)) الآتي في آخر (المجموع) إن شاء الله تعالى.
Página 59